شعر وشعراء

أنتم أنا حسن إبراهيم حسن الأفندي

قــد جـئت فـي دمـعي بـشعر رددا … سـودانـنـا مـلـيـون مــيـلا مــذ بــدا
هـــلا عـرفـتم مــن قـديـم خـريـطة … مــا بـالـه مـسـخا مـشـوّه قـد غـدا
هـل هـان سـودان الـجدود عـليكم ُ … فــكـرهـتـمُ ألا يـــكــون مــوحــدا ؟
مـنـقو أخـي مـنذ الـقديم ولـم يـزل … ولـــــي الــعـديـد تــفــرّدا وتــــوددا
إن أنَّ فـــي مـلـكـال ديـفـد صـارخـا … لـبـست لــه الـخـرطوم ثـوبا أسـودا
الــنــيـل يــرويــنـا وتـــربــة أرضــــه … غــذت الـجميع مـع الـترابط سـؤددا
صـاغـوه ســودان الـجـمال قـصـائدا … حــفــرت دواخـلـنـا جــمـالا مــفـردا
ولــنـا, لـكـم قـربـى وطـبـع أمـاجـد … كــيـف الـجـفـاء يـصـير فـيـنا سـيـدا
أنــتـم أنـــا وأنـــا لــكـم , مــا بـالـنا … كـــــل تــنــكـر لــلـعـلاقـة بـــــددا؟
تـلك الـخريطة فـي جـمال حـدودها … تـأبى تـفارق نـاظري عـلى الـمدى
أنـا مـن روانـي الـنيل مـنذ طفولتي … حــبـا لأهــلـي الـطـيـبين وأنــشـدا
لا عــاش مـن يـسعى يـمزق ربـعه … أو عــاث فــي ظــل الـتناحر مُـرعدا
سـيـسـطر الـتـاريـخ عــنـا ســـوءة … كــبــرى تـلاحـقـنا وتـسـألـنا غـــدا
أيــن الـتـلاحم مــن قـديـمٍ أيـن مـا … كـــان الـبـطـولة والـرجـولة والـفـدا؟
بـل أيـن ( عزة ) في هواها كان من … ودٍ قــديــم صــــاغ شــعــرا أخــلـدا
اللهَ يـــــا ســــودان إنــــي عــاجــز … وقـصـيـر بــاع لـيـس يـمـلك مــوردا
عـــاش الـحـياة بـفـقرها وضـيـاعها … وأبـــت حــظـوظ أن تــمـد لـــه يــدا
اللهَ يـــا ســودان مــاذا فــي يــدي … حــتـى أسـوقـك لـلـسماء الـفـرقدا
حـتـى أراك عـظـيم مـجد فـي عـلا … ك حـنـى لــك الـتـاريخ رأسـا مـجّدا
حـتـى يـعود بـنوك فـي رشـد لـهم … وبـمـثـلما كـانـوا الـمـعارف والـنـدى
كـانـوا الإبــاء وشـامـخات مــن عـلو … مٍ مــن ثـقـافاتٍ ومــن نــور الـهـدى
كــانـت لـنـا الـخـرطوم لاءات الـنـضا … ل فكيف ضاع حصاد سادتها سُدى؟
أمــن الـسـياسة أن نـعـيش تـمزقا … بـئس الـسياسة أن تكون المفسدا
أنـا لا أطـيق سـوى خـريطتك الـتي … مــنــذ الــــولادة أرتـضـيـهـا مــرقـدا
كـانـت بـعـيني فــي جـمـال مـفرط … كـانت لـي الـزهو الـجميل المسعدا
والله مـــا بــرحـت حـــدودك لـحـظة … طـرفي ولا سـئمت عيوني مشهدا
فـي خـضرة الـنيلين عشت مراتعي … وعـشـقـت لـيـلـى والـكـنار مـغـردا
والــيـوم أبـكـي أن أراك كـمـا تــرى … حــزنـي يُـورّثـنـي الـسـقام مـعـددا
انــفــض سـامـرنـا ويـنـعـق بـومـنـا … مــا عــاد مــن رأي نـقـيم مـسـددا
قـتلوك هم , وأدوك هم , يا جرمهم … مـــا بـالـهـم بــاتـوا طــغـاة حُـسّـدا
كــم مــرة قــد قـلت فـيك قـصائدي … وبـثـثـت مـــن درر الـكـلام الأجــودا
وطـني وضـوء الـشمس أنت ودفئها … فــــي يـــوم حـالـكـة ولــيـل بـــرّدا
لــو أبـدلوني حـرَّ شـمسك بـالنعي … م وعـن رمـالك أو حـجارك عـسجدا
مـــا اخـتـرت إلا أن أكــون بـأرضـكم … وأمـــوت فـيـهـا ثـــم أدفــن سـيـدا
ولـغـيـركم لا مـــا عـشـقت ولا أنــا … غــيّـرت جــلـدي ذات يــوم جـاحـدا
سـبـعون مـن عـمري تـمر وديـدني … صـبـر عـلـى الأيــام أرقـبـها الـمدى
حــتــى إذا مـــا زلــزلـت خـطـواتـنا … جـئـنـاك شــعـرا بـالـمرارة مـنـشدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق