اقلام حرةالرئيسية

بدي الدشداشة / المحامي حسن عبادي

تعرّفت على الأسير عاصم الكعبي عبر نصوص سرديّة مفتوحة لأخيه بسام من خلال سلسلة مقالات: “في يوم الأرض: الطريق الطويلة إلى النقب المحتلّ”، “جمر المحطّات في الطريق إلى نفحة الصحراويّ”، هداريم: جدران عازلة وقامات عالية”، “صلاة خاطفة لقلب يتمزّق” وغيرها، وكتابه “جمر المحطّات”. يقبع عاصم خلف القضبان منذ 24 آذار 2003 ؛ زرته هذا الصباح في سجن النقب الصحراويّ –كتسيعوت- (أنصار 3).

أطلّ مكبّلًا بالسلاسل في رجليه، مبتسمًا؛ ابتسامة أنستني مشقّة السفر من حيفا في الخامسة والنصف صباحًا لمدّة ثلاث ساعات، وكان ملتحيًا، سألته عن سرّ اطلاق ذقنه فأجابني أنّ الأمر تحضيرًا لتحرّره من الأسر بعد 14 شهرًا!!
أخرج من جيبه قلمًا وقال لي منفعلًا أنّ هذا القلم من والدة الأسير سامر المحروم رحمها الله، أحتفظ به منذ عام للقائي نجح أن يُريه لسامر للمرّة الأولى حين ركبا ذات البوسطة، ويريد أخذه معه للحريّة!
تحدّثنا الكثير عن الأسر وساعة عناقه لشمس الحريّة القريب، أمنيته أن ينجح بإخراج دشداشة أهدتها له والدته كلثوم ذوقان الكعبي (رحمها الله) ونجحت عام 2007 بإدخالها للسجن بعد محاولات استمرّت أربع سنوات؛ عاصم يفكّر بوالدته التي بدأت رحلتها المنتظمة إلى السجون لتزور أبناءها الخمسة لترحل فجر عيد الفطر الجريح 28 تموز 2014 وهي بانتظاره! لم تحظ بدمعة فرح في مقلتيها ساعة عناقه محرّرًا… فاض نهر أحزانها ولم يعد قلبها يحتمل مرارة أكثر، شقّت الأحزان جدول يوميّاتها ورسمت خارطة حياتها، لم تتذوّق حلو الحياة منذ اعتقال ابنها أحمد في أيار 1980 وتلاه اعتقال باسم، بسام، عصام وعاصم وحُرِم من عناقها.
أراني دبلة الخطوبة التي أهدتها له عروسه (اخترقت القضبان بعد عناد استمر ثمانية أشهر) وكُتِب عليها: “عاصم وصموده حطّم سلاسل قيده”، وحدّثني عن الدبلة التي أهداها لعروسه وكُتِب عليها: “لصمود الحب كُسِر قيد عاصم”!ّ
لك عزيزي عاصم أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع رفاق دربك من أسرى الحريّة، ولنا لقاء قريب.
حيفا 4 شباط 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق