شعر وشعراء

الناس طبائع و أجناس / محمود أمين آغا

الناس طبائع و أجناس

عَجبْتُ لِمَرْءٍ يُريدُ اغْتراري
أرومُ هُداهُ و يبغي انْكساري

فكم من صديقٍ يُسَمّى صَديقاً
يلوذُ بنُكْرٍ و قُبْحِ فِرارِ

و رُبَّ نديمٍ خصصْتُ بسرٍّ
غدا السِّرُّ جَهْراّ كضوءِ نهارِ

و ذا قد نصحْتُ فضَيّعَ نُصْحي
و ذا قد رفعْتُ فهدَّ اعْتباري

فيا ويحَ مرْءٍ تهيَّبَ وَغْداً
و يا وَيْحَ وجهٍ تَزيّا بعارِ

يُسيءُ إلى مَن تحلّى بحِلْمٍ
يظنُّ التّسامُحَ ضعْفَ اقتدارِ

تجودُ عليه بفعلٍ نبيلٍ
يردُّ الصَّنيعَ بقُبْحِ شَنارِ

تُعاملُهُ في المجالسِ طيباً
يُضيّعُ كلَّ سَناً و وَقارِ

ألينُ فيَهْصُرُني مثلَ غُصْنٍ
أجافي فينعتُني بالشّرارِ

مددْتُ لهُ كفَّ خيرٍ و عَوْنٍ
فمدَّ إليَّ مَخالِبَ نارِ

تُحِبُّ النّفوسُ وَقارَ عَظيمٍ
و ترْنو إليه بعَيْنِ انْبهارِ

تَهيمُ الطّيورُ بقمحِ الفخاخِ
و تأبى امتثالاً لصَوْتٍ البَراري

ٍفَراشٌ يطيرُ إزاءَ لَهيبٍ
فيَهوي سَفيهاً صَريعَ أُوارِ

شكوْتُ ارتياباً و وَهْجَ سَرابٍ
و لَمْعَةَ بَرْقٍ بشُحِّ انْهمارِ

فما كلُّ برقٍ يُبَشِّرُ غَيْثاً
و لا كلُّ زهرٍ يفوحُ بِدارِ

همُ النّاسُ..صنفٌ يُجازي بحُسْنى
و صنْفٌ يُجازي بِكُنْهِ احْتقارِ

محمود أمين آغا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق