مقالات

19) ثقافيات رمضانية وتفسيرات إلهامية

راغب رجب

(*لماذا جمع الله عز وجل بين هؤلاء الثلاث :فرعون وقارون وهامان

” وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) ” العنكبوت

جمع بينهم لأنهم يشكلون أشكال مخالفة منهج الله بالكفر أو الإرتداد بعد إيمان أو إستخدام الدين للمصلحة الدنيوية, هؤلاء الثلاثة ,

الأول فرعون رفض منهج الله عز وجل على يد رسول الله موسي عليه السلام بل تجاوز الأمر بأن نصب نفسه إله , وهو إمام الملاحدة , فهى لا يؤمن بالغيب , بل بما ترشده به الحواس , السمع والبصر , والعقل فالحواس قاصرة لا تحكم على إله خالق , فالسمع قد يشوش ويلعب في ذلك الموجات المغناطيسية وأيضا الهوى والشيطان فنحن كبشر لنا حدود سمعية بينما بعض الحيوانات تتخطى منسوب سمعنا وتسمى موجات فوق سمعية

والبصر له حدود بصرية حسب طول الموجة تحت حمراء وفوق بنفسجية وموجات طويلة كونية , ومن ثم صنعت أسلحة بهذه الموجات تخترق المكان

والأبعاد والبعد يلعب بالبصر , فنرى الشمس والنجوم صغيرة وهى ضخمة الحجم ويرجع ذلك لبعد المسافات

والعقل قد يحكم على عدم وجود أشياء كالميكروبات والفيروسات وبعض النجوم البعيدة , وعرفت بعد إكتشاف الميكروسكوبات التى تكبر ملايين المرات والتليسكوبات الفلكية وحديثا أشعة الليزر

إذن الحواس لا تدل على الغيبيات إلا عن طريق المنطق والسبب والمسبب والعلة والمعلول

ففرعون لسذاجته ظن أن الله شيء ملموس ويمكن الوصول اليه بسلم , وهو شأن الملاحدة

” وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يَـٰهَـٰمَـٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّى صَرْحًۭا لَّعَلِّىٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّى لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ ” القصص 38

فأى ملحد هو فرعون الديانة

والثانى قارون وهو مثال لمن آمن ثم كفر وارتد , لمجرد تضخم ماله وتفوقه علميا , وشجع بعد ردته على الكفر وأنه علم نفسه دون أن يعلمه الله

وهو من أتباع موسي المرتدين كالسامري , وقارون من أقرباء موسي عليه السلام , وهذا دليل آخر أن النسب لا يفيد مع الكفر , فلم ينفع نسب نوح لولده الكافر وأغرق مع الغارقين , ولم ينفع إبراهيم أبيه آزر لكفره , وعذب مع من عذبهم الله عز وجل

ومن يرجعون لأنفسهم العلم والمدنية ويتطاولون على الناس ويفسدون في الأرض لإمتلاك العلم والمال مصيرهم مصير لقمان الخسف في الأرض

” قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِىٓ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِۦ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةًۭ وَأَكْثَرُ جَمْعًۭا وَلَا يُسْـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ “القصص 78

فأي معتمد على المال والعلم دون الله والإفساد في الأرض هؤلاء ديانتهم قارونية

أما الثالث هامان فهو وثنى الديانة ولكن يستخدم الكهانة( أى نظرة العوام أنه مقدس وأهل دين) في الضلال والإضلال

وهو مثال لمن يستخدم الدين في المنفعة الشخصية وإضلال الناس , ومن هؤلاء بعض المذاهب والجماعات التى تنسب نفسها للدين , ولكن المنفعة هى ديدنهم , خاصة من يدعى التدين ويريد لنفسه الزعامة والحكم وإلا فسد وأفسد

وهؤلاء يسمون الهامانيون أو المنافقون , وديدنهم إظهار غير الباطن

إذن الله جمع الثلاثة في آية لأن الفعل واحد مع إختلاف الطريقة , وهم كفروا بالله عز وجل , والنتيجة واحدة وهى العذاب المهين في الدنيا والآخرة

“فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) ” العنكبوت

*لماذا قال الله إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت

” مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتًۭا وَإِنَّ أَوْهَنَ ٱلْبُيُوتِ لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا۟ يَعْلَمُونَ ” العنكبوت 41

رغم أن العنكبوت كان من جند الله عز وجل الذي نسج على الغار ليحمى محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه , فيرجع الكفار عن أنهم موجودون بالغار فالعقل يقول كيف دخلوا العار وهذا النسج موجود , فالله عز وجل يستخدم جنوده كيف يشاء ولا يهم ما هو الجند , فالنمروذ قيل أن بعوضة دخلت عن طريق خياشيمه كان لا يهدأ إلا بالضرب بالأحذية جزاء كفره

ولكن إكتشف العلم أنه بالفعل بيت العنكبوت هش , ليس أنه غزل لا يحمى فقط ولكنه بيت عدوانى حتى على نفسه , فالأنثي هى التى تصنع البيت دون الذكر , والأنثي بعد التزاوج تقتل الذكر , وعند تكوين الأسرة , الأطفال يقتلون أمهم

إذن هو أوهن بالفعل البيوت الأسرية حيث العلاقة بين الأسرة علاقة عداء

أليس هذا يكفى أن القرآن من الله عز وجل , فمحمد صلى الله عليه وسلم جاء بذلك من أكثر من 1400عام , وهو أمى وليس عالم بيولوجى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق