الرئيسيةشعر وشعراء

أنا والفجر / احمد طه

أنا المَنسَيُّ في الفيفاء أرتقبُ
جِمَارَ الشَوْقِ في الوُجْدَانِ تلتهبُ
وتَصْهَرُنِي
لِحَبَّاتٍ مِنَ الدَّمْعِ
على وَجْنَاتِ أَطْفَالٍ
مِنَ الأَنّات للآهاتِ قَد هَرَبوا
وَيَنْثُرُنِي نَسيمُ الوَجْدِ أَهْباءً
تجولُ بيتيَ المَكروب
توصيهِ وترسيهِ إذا حطتْ
على المفتاح مَصلوباً
بِصَدْرِ البَيْتِ يَنتَحِبُ
مَدَادِي مَنْفَذُ الآهِ لِفَجْرٍ طالَ مَوْلِدُهُ
فلا الشمس تُرَوِّيهِ ولا النجم يُحرِّضهُ
ولا ألأيام تُخفيهِ
ولا الريح الى الظلماءِ تدفعُهُ
يَلِفُّ كالرَّحَى
حتى ينزّ الصَّبرُ من صَبري فأَنتَفِضُ
فَلن أَنْسَى مَحَاسِنَهُ ولا عِطرَ مواسمِهِ
مذاقَ الزيتِ والزَّعترْ
وريحانٌ بأَرض البور في المنخار قد خرخر
دواءً صارَ مطلبُهُ
ولنْ أَغفَلَ حطين التي نامت
على زند صلاح الدين تُخْبِرُهُ
بأَن القُدسَ مَوْعِدُهُ
أَنا والفجر ماء النّهر صِنوان
ومن نبعٍ إلهيٍّ
نَصُبُّ في دَمِ الأجيالِ مَرْسَانا
على أرضٍ بها الأَغراب قد فجَرُوا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق