ثقافه وفكر حر

لعبة بلاستيكيه وعسكر / بقلم ابتسام ابو واصل محاميد

لعبة بلاستيكيه وعسكر
تعالت الضحكات والعيون فرحه ، بفرحة احتفالنا بعيد ميلاد احمد توأم روحي وصديقي الغالي
غنينا ورقصنا استمعنا لموسيقى هادئه . وارتحنا. لدقائق نشرب العصير
فجأَةً . نظر احمد إلى البحر وتابع نظره الى مدى الأفق البعيد
وقال :- قد لا اكون موجوداً يوم انتصارك فما أجمل ان تنتهي حياتك في يوم عيدك كي تحيا بلادكَ
لم اكترث لما نطق به احمد حيث انشغلت. بتحضير كعكة عيد الميلاد.
وما زال نظره متسمرا نحو البحر
… وعلى ضــفه الشاطئ حيث الرمال الذهبية ،وهدير موج البحر الغاضب ،بكت شمس الامل ،على طفل تداعبه البراءه وتراوده العاب الرجوله بندقية وعسكر ليشق طريق الظلام ويحقق رغبة انتصاره ولو ببندقية بلاستيكيه ،
يركض حينا يتمدد على بطنه حينا آخر ويصوب بندقيته الطفوليه .. نحو ذاك الافق البعيد والامواج الغاضبه العتيه التي تعتليها تلك السفن المشؤومه حاملة ً باحشائها رصاص يُضيِّع احلام الطفولة البرئية الشقيه . بندقيه اطفال. لعبته بلاستيكيه يصوبها حيث يراوده الانتصار . على من هدم بيته وسلب منه الحريه تقابله رصاصة غدر بالحقد مسمومه . لتستقر في راسه وتنقله لعيشة أبديه .تغمره الدماء والرمال تتعطر برائحةٍ زكيه .
وآخرُ جريح اخترقته رصاصة اخرى في صدره حملتها تلك الريح القويه.
الشاطئ بات لونه احمر مصاب هنا وقتيل هناك … وذاك مضمخ بدمائه طفلة في عمر الزهور ثوبها الأبيض صبغ بالأحمر وظفيرتها السوداء ملتفة على جيدها . تلك هي نقمة العسكر … تركت ما بيدي وددت الركض .خانتني أرجلي الثقيله نظرت هناك … تبسم ذاك الشيخ الصياد الكبير وشخصت أبصاره. نحو السماء. زغردي زغردي زغردي يا أم الشهيد .
أنظر من حولي والدمع يملأ المآقي لن أبقى ، حيت اختبئ وامامي القتيل والجريح صرخت بعلو صوتي كفى لذاك العويل فالسيف بتار صليل انها. دماء فلسطينيه وشحت الكوفيه . أيا فلسطين يا موطن الإباء يا من وطئها القائد صلاح الدين ، الصرخات تتعالى أمهات ثكالى …
وذاك السفيه جندي حقير مترصدا ًمن الافق البعيد ،فلم ارَ سوى السواد حيث تغشت صاحبي رصاصه صائبه استقرت في صدره فكلمتني انفاسه قائلةً نزف مبارك من دمائي على تراب وطني ، شهيد انا أرتقي ،فسقط أرضا وعيناه تنظر لذاك العلم الموشح بالاحمر كحمرة دم الشهيد واسوده. كثوب الأم الثكلى كسواد ظلمة وكلحة ليل تلك الارملة واخضره بخضرة ريحان بلادي وزيتونها الشامخ الاصيل وابيضه ببياض قلوب اهلها ،مازال العلم يرفرف في الاعلى نظرت اليه واذ بصاحبي ترفرف روحه عالياً ،صرخت بصوت تهتز له الجبال والبكاء انهار ، على توأم عمر سرق قلبي معه وشرياني والوريد ..العلم يرفف حزينا والارواح ترتقي والصمت الرهيب فيه آلمني فبكيت جفاءً لغياب تعمد فراقي .. الآن. وعيتُ ما قاله احمد قد لا اكون موجوداً يوم انتصارك فما اجمل ان تنهى حياتك في يوم عيدك كي تحيى بلادك …. فصبري على فراقك يا احمد

ابتسام ابو واصل محاميد
27-6-2016

مقالات ذات صلة

إغلاق