اقلام حرة

دلالات انعقاد “قمة طهران الثلاثية” في هذا التوقيت.

دلالات انعقاد “قمة طهران الثلاثية” في هذا التوقيت.
بقلم: تمارا حداد.
انعقدت اليوم “قمة طهران الثلاثية” بين كل من روسيا وإيران وتركيا وجاءت هذه القمة في توقيت متعمد عُقب انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي “بايدن” في منطقة الشرق الأوسط، ولم تأتي هذه القمة الثلاثية ضمن انعقاد هامشي بل جاءت لتسليط الضوء على أكثر من نقطة وبالتحديد المجالات التي جاء من أجلها “بايدن” وهي تعزيز العلاقات الأمريكية مع دول منطقة الشرق الأوسط بعد انسحاب الجزء الأكبر من الأمريكان فزيارة “بايدن” جاءت لإعادة القوات الأمريكية إلى المنطقة وترسيخ العلاقات الامريكية مع دول الخليج ومصر والأردن والعراق لمواجهة التمدد (الصيني_الروسي) في المنطقة، والمجال الآخر الذي جاء من أجله هو التركيز على القضايا الأمنية والاستراتيجية لمواجهة التهديد الإيراني، وتحدث عن الملفات ذات العلاقة حول أمن الطاقة وتغير المناخ وأمن الغذاء واستخدام شبكات الجيل الرابع والخامس، وهي الأمور التي تتطابق تماماً ضمن التوجه (الصيني_الروسي) في منطقة الشرق الأوسط لذا جاءت “قمة طهران الثلاثية” في هذا التوقيت لترجمة القمة إلى أفعال وتنسيق التعاون بين الدول الثلاثة حول مجالات الطاقة والتكنولوجيا، وكيفية تقليل استخدام الدولار في عملية بيع وشراء الطاقة والحبوب والغذاء والتكنولوجيا.
مستقبلاً هذا يعني أن سياسية الولايات المتحدة في احتواء التمدد (الصيني_الروسي) في منطقة الشرق الأوسط لن تنجح، وبالتحديد أن دول منطقة الشرق الأوسط باتت تعلم أن عملية أخذ الطاقة من دول الخليج تأتي بطريقة استفزازية تعكس مدى التسلط، ومن غير المرجح أن تبقى دول منطقة الشرق الاوسط تحت إطار سياسة التسلط الأمريكي بل التوجه نحو تنويع شركائها على المستوى الدولي وعدم الثقة المستمرة في الجانب الأمريكي.
والصين لها تواجد فعلي في منطقة الشرق الأوسط بالتحديد في الجانب التكنولوجي والذكاء الاصطناعي حيث أن خلال السنوات الماضية نجحت الصين في تقديم شبكة اتصالات من الجيل الخامس لمنطقة الشرق الاوسط والتي تمثل واحدة من الشبكات المُتقدمة التي يُنظر اليها كرابط أمني قومي مثل شركة “هواوي” الصينية، والآن تسعى الصين إلى تطوير شبكة الجيل السادس والتي لم يصل اليها الجانب الامريكي حتى الآن في تطبيق هذا الجيل.
من المرجح أن الدول في منطقة الشرق الأوسط ستعمل على استخدام سياسة الاستغناء (رويداً_رويدا) إلى حين أن تتكيف بشكل كامل مع المحور”المدار الصيني” بالتحديد أن الصين ستعرض مُبادرات في الاستثمارات التكنولوجية الجديدة تفوق أمريكا في الصنع والأداء، وكما أن روسيا ستُقدم لدول الشرق الأوسط مبادرات لتعزيز الأمن الغذائي، وبالتالي هذا الأمر سيُغضب أمريكا وقد تتوجه يوماً إلى خيار الحرب إذا شعرت أن نفوذها في منطقة الشرق الأوسط أو شرق آسيا قد فاق “الخطوط الحمراء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق