اقلام حرة
حق الكتاب
حق الكتاب
د عبدالله البطيّان
للكتاب حق على المهتمين به، سواء من القراء أو المهتمين حسب توجهات كل مهتم، حيث عرف المعجم الوسيط م٢ حرف الكاف صـ ٧٧٥ـ، عن الكتاب : الصحف المجموعة المجموعة و -الرسالة.
وبهذا فإن المضمون في الوقت الحالي عن الكتاب هو المحتوى المجموع بقصد إظهار رسالة ما للناس، أو المادة المنتقاة، بعناية تحمل ذات القصد، بتنوع الأنماط، ترد بأحجام متعارف عليها في القياسات التي تتوائم مع عرض أيسر وسيلة؛ لاطلاع الناس عليها، ويسهل عليهم التعامل معه، كمصدر معرفي أو إثرائي أو أحد وسائل التعبير عن مشاعرهم.
ولأن الكاتب وصل إلى ما وصل إليه من قناعة لجمع تلك المضامين من محتوى، وأراد أن يظهر هذا النتائج؛ ليكون إضافة للمكتبة، وأحد مصادرها التي تحفظ نمط الحياة، والسلوك، والألفاظ، والأدوات المستخدمة من خلال ما يستخدم من مسميات، وأحوال، حيث ثراء اللغة ونموها نتيجة متعاطيها.
بهذه القناعة قد يكون الكاتب وصل بأن هذا المنتج هو أقصى لحظة إتقان التفت له، أو وقع في أمر ما – مطبعي- جعل هذا العمل ظاهرًا كما هو أمام أعيننا كلف من الجهد، والفكر، والمال؛ ليصل إلينا بهذا المنظور، والذي يأخذنا في صدده ناحية المقاس، والشكل، واللون، وعنوان الكتاب، ثم نوع الورق، والتصميم الداخلي، والإخراج النهائي، وعن التفاصيل: فلكل تجربة مسارها، وكل فئة عمرية طريقة، وتوجه نمطي معين حيث نجد كل مهتم يحب بشكل عام الوضع المريح، والملائم للعين القارئة والمتصفحة.
أما المتخصصون فهم ذات بعد يصل امتداده المحتوى والمضمون، ولغة الكتابة، وطريقتها، وأسلوبها، ولا خلاف في ذلك؛ لأن كل تجربة لها أثرها، ويميز هذا عن ذاك رسالة المحتوى سواء وصل لعناصر كمال نضج العمل أم لم يصل إلا رسم وشكل مسمى كتاب.
وبهذا أعتبر أن هناك ميثاق يقبله الكاتب، ومحب الكتب بقداسة الكتاب، وحرمة تشويهه بغرض إسقاطه كقيمة اعتبارية، لا يسمح المساس بها؛ ليكون هناك حصانة عامة للكتاب بشكل عام، ومن الآداب عدم إعابة عمل ما ظاهرًا من حيث الاحتفاء بعمل له أثر مهما بلغ من سوء محتوى.
وبهذا نغلق باب النقد الظاهري الحاكم على الإسقاط، ويكون للكتاب حق يحتفظ به مع المساهمة في الاحتفاء بالجهد، والبذل الذي صاحب الكتاب حتى مشاهدتنا له، وخصوصاً أثناء حفل توقيع، أما باب النقد فهو مطلوب حيث يتم النظر في ما سقط قصرًا أو ما يمكن اعتباره معايير يجب توفرها؛ ليحقق هذا الكتاب قيمة أكبر نتيجة إتقان يشترك فيه المؤلف، والمدقق، والناشر، والجهة المعتبرة التي منحت ترخيص لهذا الكتاب؛ ليكون توجيه هذا الانتقاد بشكل هادف، مكتوب غير شفهي، ليحقق في تطوير المنتج حتى ينتقل من طبعته الأولى إلى الطبعة المنحة، أو المضافة، المعدلة، أو المصحح، أو الثانية حسب ما يراه الناشر حينها؛ لتكون الإضافة في مقام تقدير يخدم المكتبة، وروادها المهتمين بمختلف أطيافهم.
وضمن حقوق الكتاب هو المساهمة في تعزيز كاتبه، وتقديره، والمشاركة في إعلاء قيمة العمل معنويًا ولا بأس بالمجاملة إن ارتأى ذلك استدامة الكاتب في النهوض بقدرته، وتحقيق مطالب إكسابه العيش الكريم، ودعمه ماديا، ومعنويا، وتوفير كل ما من شأنه حفظ مشاعره، وإعطاء عناصر النجاح؛ ليكسب المجتمع القارئ في وجهة نظر تتيح (للكم) أن يتواجد في سبيل الاستفادة، وتحقيق (الكيف) المراد الانتفاع به نتيجة معرفة حق الكتاب.
فالإهدار في إسقاط (الكم) لن يوجد لنا (كيف) مناسب لوقت مناسب، وقد نخسر الاثنين لمجرد السماح بمهاجمة الكتاب بشكل عام، واعتبر من أهم الحقوق هو اختيارك أنت أيها القارئ للكتاب الذي يفيدك، ويرفع من قدرك، فبهذا الاختيار أوليت حق حفظ انفعالك تجاه ما تحب من الكتب؛ لتنفعها، وتنفع صاحبها.