زاوية الاقتصادمقالات
سلسلة مقالات للدكتور عبدالرحمن ابراهيم الدايل إستشاري تنفيذي وقيادي “عندما أصبحت الكماليات ضروريات: النتيجة اختفاء بعض القيم وتفكك المجتمع”
منصات التواصل الاجتماعي غيرت حياتنا بشكل جذري، وساهمت بتقريب البعيد واختصار المسافات ومشاركة اللحظات التي نحبها مع من نحب، بل وصل الحال بالبعض إلى مشاركة تفاصيل حياتهم اليومية وكأنهم أحد أفراد العائلة، فأصبحنا نعرف ماذا يأكلون وأين يذهبون وما هي المقاهي التي يفضلونها و تلك الدول التي يرغبون بزيارتها.
إن فوائد منصات التواصل الاجتماعي كثيرة والاستخدام الصحيح لها مثمر للغاية، فصناع المحتوى على اختلاف مجالاتهم ساهموا مشكورين بمشاركة خبراتهم وتجاربهم مع الآخرين، كما ساعدت منصات التواصل الاجتماعي على فهم توجه السوق ورأي المستهلك النهائي بشكل سريع وغير مكلف
التحدي الحقيقي “المشكلة” هو الاستخدام الخاطئ واستغلال هذه المنصات لمتابعة فراغ الآخرين ومقارنة أنفسنا بمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي بما يرهق أسرنا وجيوبنا لشراء تلك السيارة التي أعلن عنها ذلك المشهور، وزيارة تلك الدولة التي سافرت إليها تلك المشهورة التي يتابعها أفراد الأسرة، وكل ذلك فقط لمحاولة العيش بنفس أسلوب الحياة التي يعيشها الآخرون والتي هي بالأساس حياة زائفة وغير واقعية! أخي وأختي المتابعين للمشاهير ؛ أن أغلب ما تشاهدونه على منصات التواصل هو إعلانات مدفوعة لشركات و ليس أسلوب حياتهم الطبيعي، فالمقاهي و المطاعم و الحفلات ليست الحياة، بل هامش الحياة