مقالات

الامتحان الاكبر، امام تركيا والسعودية ،في المشهد السوري!!

سهيل دياب- الناصرة

الامتحان الاكبر، امام تركيا والسعودية ،في المشهد السوري!!

المشهد السوري هو الابرز والاهم في تحديد خرائط الشرق الاوسط في العقود القادمة، وأمام المحورين التركي والسعودي ، الامتحان الاكبر في تحدبد هذه المعالم.

لا يختلف اثنان انه في المشهد السوري تبرز الحقائق التالية:

1. ان هندسة وجهة النظام السوري الجديد تم رسمها من المحور التركي والمملكة السعودية. وأنه من غير الممكن فهم ما جرى بسوريا دون فهم دور هذين المحورين الصاعدين. وهذا يحسب لهما في ارتفاع دورهما الاقليمي.

2. واضح للجميع أن النظام الجديد في سوريا يعارض بشدة السياسة الايرانية في الاقليم، كما انه يعارض مواقف حزب الله وحماس ايضا. لذا لا يمكن اتهام الشرع بالانضواء تحت تأثير الهلال الشيعي ومحور المقاومة، ولا حتى للقطب الروسي او الصيني. وهذا يريح الولايات المتحدة كثيرا.

3. المقاربة الاسرائيلية للمشهد السوري تختلف عن المقاربة الامريكية، اسرائيل قلقة من أمرين في سوريا: الاول- الدور الامني والعسكري التركي المتصاعد؟ والثاني- الدور السياسي السعودي اللافت في الرؤيا الاقليمية وتأثير ذلك على القيادة السورية الجديده بالتفاهم مع ترامب.

اما المقاربة الامريكية فتريد معادلة تتفاهم فيها اسرائيل مع تركيا والسعودية بتقاسم نفوذ اقليمي. الامر الذي ترفضه اسرائيل وتريد هيمنة عسكرية احادية في الشرق الاوسط دون منازع.

4. العدوان الاسرائيلي على سوريا جاء ليجسد معادلتين:
الاولى- اعطاء الشرعية للنظام السوري مقابل ” السلام” ( الاخضاع).
الثانية- ان يكون النظام الجديد في سوريا بحضن الاسرائيلي بعيدا عن التركي والسعودي.

من هنا، تبرز اهمية الحراك السعودي والتركي المفصلي وحتى التاريخي برسم خارطة النفوذ في الشرق الاوسط من خلال التعامل مع المشهد السوري. لماذا؟؟

1. هي مناسبة لفرض خيارات اما الامريكي حول مستقبل الشرق الاوسط؛ فإما الهيمنة الاسرائيلية الاحادية في المشهد الاقليمي، وإما الاعتراف بالتعددية الاقليمية بين اسرائيل، تركيا، السعودية في المشهد السوري، اضافة الى ايران في المشهد الاقليمي الولسع.

2. بحالة ذهاب الامريكي لخيار الهيمنة الاحادية لاسرائيل، فانه بيديه، يرجع كل الاقليم الى تبني خيار المقاومة لاسرائيل، وهذه المرة ليس فقط من محور المقاومة الايراني وحماس، وانما ايضا بتعاطف كبير من المحور السعودي والمحور التركي. وهذا سيصب ليس لخدمة المصالح الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط وفي العالم اجمع.

الاعين تنجه لرسم خرائط نفوذ جديدة في الاقليم، ساحة الصراع الاساسية هي سوريا، ومن يحمل القلم والبيكار برسم نتيجة هذه الخرائط هما المحورين التركي والسعودي.

الاسابيع القادمة حاسمة برسم الخارطة على ارضية تزامن سخونة المشهدين المفصليين، السوري والغزي.!!

سهيل دياب- الناصرة
د. العلوم السياسية

19.7.2025

اترك تعليقاً

إغلاق