ارتفاع ضغط الدم: حذار الإفراط في تناول الباراسيتامول

أراد باحثون بريطانيون تحليل تأثير تناول الباراسيتامول المنتظم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم. حتى لو لوحظ ارتفاع طفيف في ضغط الدم، فقد يكون له تأثير على اضطرابات القلب والأوعية الدموية. ماذا في التفاصيل؟

أليس الباراسيتامول (دوليبران، ايفيرالجان، دافالجان…) أكثر مسكنات الألم استعمالاً وأماناً؟.
وفقاً لدراسة بريطانية نُشرت في فبراير 2022 في مجلة Circulation، فإنَّ الاستهلاك المنتظم للباراسيتامول – أكثر مسكنات الألم استهلاكاً في عدد كبير من دول العالم – من شأنه أن يسبب زيادة كبيرة في ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم.

كثرة الباراسيتامول ترفع ضغط الدم

قام الباحثون بتحليل البيانات من حوالي 100 متطوع يعانون بالفعل من ارتفاع ضغط الدم. تمَّ حقن العينة بأربعة جرامات من الباراسيتامول (جرام واحد كل أربع ساعات) لمدة أسبوعين، ثم دواء وهمي للأسبوعين التاليين.
النتيجة: زيادة مقدارها 5 ملم زئبق على الضغط الانقباضي – أعلى رقم للضغط – و 1.5 ملم زئبق على الضغط الانبساطي – أصغر رقم حتى لو لم تكن هذه الزيادة هائلة، فهي مع ذلك حاضرة للغاية. ويمكن أن تثير مخاوف من ارتفاع مخاطر الإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية، حتى لو لم يتم تحديد ذلك في الدراسة.

لا شك في تناول الباراسيتامول من حين لآخر

إذا كانت نتائج الدراسة لا تشكك في فائدة تناول الباراسيتامول في الموعد المحدد، لاسيما أثناء نوبات الحمى أو الألم لفترة قصيرة، يتساءل الباحثون مع ذلك عن الفعالية الحقيقية للعلاج المنهجي بالباراسيتامول في حالة الإصابة المزمنة، والألم المستمر، ولاسيما هشاشة العظام. رغم كل شيء، يظل الباراسيتامول أكثر أماناً من الأدوية الأخرى مثل مضادات الالتهاب الستيرويدية أو مسكنات الألم الأخرى مثل الإيبوبروفين، والتي لها مخاطر قلبية وعائية طويلة الأمد. دراسات أخرى مقبلة، لاسيما على السكان الذين ليسوا بالضرورة يعانون من ارتفاع ضغط الدم. ويخلص الدكتور ديفيد ويب، منسق التجربة، إلى أن “الخطوة التالية هي إجراء تجربة سريرية عشوائية على عدد أكبر من السكان يعانون من الألم المزمن، ويتناولون الباراسيتامول بانتظام وعلى المدى الطويل”.

• المصدر: موقع مجلة “توب سانتيه” الفرنسي.