نشاطات
دلالات زيارة بشار الأسد للإمارات
بقلم: شاكر فريد حسن
زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لدولة الإمارات العربية هي الزيارة الأولى التي يقوم بها الأسد لدولة عربية منذ بدء المؤامرة على سورية، وتأتي بالتزامن مع ذكراها في أواسط آذار العام 2011، ويدرك الأسد أن هذه الزيارة ستكون محطة جديدة فاصلة وفارقة على طريق حل الأزمة في بلاده.
وتعقيبًا على هذه الزيارة قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات: “إن زيارة الأسد تنطلق من توجه بلاده إلى تكريس الدور العربي في الملف السوري، والقناعة بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم”. وتجيء هذه التصريحات بعدما أثارت هذه الزيارة انتقادات حادة من واشنطن مع اعلان وزارة الخارجية الامريكية إنها تشعر بخيبة أمل كبيرة وبقلق، مما وصفته بمحاولة واضحة لإضفاء الشرعية على بشار الأسد.
وهذه الزيارة من شأنها أن تفتح مجدًا الباب أمام احتمال عودة سورية لحظيرة الجامعة العربية بعد تعليق عضويتها فيها، وهي تحمل أكثر من رسالة ودلالة، أهمها التقدير الذي يكنه بشار الأسد لدولة الإمارات في ظل موقعها الداعم لوحدة الأرض السورية ودعمها للحل السياسي للأزمة السورية، وثانيًا، إدراك الرئيس السوري جيدًا لمكانة الإمارات التي تترأس حاليًا مجلس الأمن الدولي لشهر آذار، في المجتمعين الدولي والعربي، فضلًا عن قيادتها دبلوماسية نشطة لتعزيز الأمن والسلام في العالم، ودور هام في تعزيز التضامن العربي.
أما الدلالة الثالثة فتتمثل في ثقة الأسد بالرئاسة الإماراتية ومواقفها وإدراكه سعيها الدؤوب لحل الأزمة في بلاده، في حين أن الدلالة الرابعة التي تحملها هذه الزيارة هي إدراك الأسد أن أبواب الإمارات التي فتحت أمامه ستكون بداية لفتح الكثير من الأقطار العربية أبوابها أمامه اقتداءً بالإمارات وتوجهاتها الداعمة للتضامن العربي، وحل أزمة سورية.
ويبقى القول أن الاستقرار في سورية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية تمثل إرادة السوريين والامتثال لهذه الإرادة واحترامها، التي قالت لا للمؤامرة، ونعم لبشار الأسد، وسيكون لهذه الزيارة اسقاطات وتداعيات في المستقبل القريب، وهي بمثابة بوابة انفتاح عربية على سورية.