عواصم ثقافيه
خواطر_تاريخية
#خواطر_تاريخية ✍️✍️
🔵 بين الرعامســة والماشــوش ..
كانت قبلية الماشوش واحدة من القبائل الليبية الكبرى التى ظهرت فى المصادر التاريخية المصرية منذ عهد الأسرة الثامنة عشرة ، حيث ذكر اسم هذه القبيلة لأول مرة فى عهد الملك تحوتمس الثالث كشعب يحضر الجزية السنوية إلى الفرعون. وقد كانت قبائل الماشوش أو الما واحدة من القبائل البدوية التى تعتمد على الصيد والترحال ويقوم اقتصادها على المواشى والأغنام وحياة الرعى .. وخلال عهد الرعامسة خاضت مصر حروبا ضد الماشوش ، منذ أن أصبحت القبائل الليبية تشكل خطرا على حدود مصر الغربية خلال عهد الملك المحارب سيتى الأول ، وقد رأى بعض المؤرخين أن الماشوش كانوا على رأس القبائل الليبيـة التى حاربت ضد الملك سيتى الأول ، على الرغم من عدم ذكر اسمهم مع قبائل التحنو الليبية فى مناظر حروب الفرعون المسجلة على جدران معبد الكرنك بطيبة. وخلال عهد مرنبتاح ، وحين واجهت مصر غزوا غير متوقع على حدود الدلتا الغربية من القبائل الليبية وحلفائهم من شعوب البحر ، وذلك فى العام الخامس من عهد الفرعون ، كانت قبائل الماشوش من بين القبائل الليبية المتحالفة فى هذه الغزوة التى شكلت تهديدا حقيقيا على مصر ، وقد انتهت بانتصار الفرعون انتصارا حاسما على الليبيين وشعوب البحر. وقد ذكر مرنبتاح من خلال نصوص الحرب الليبية المسجلة على جدران معبد الكرنك ومن خلال لوحة انتصاراته الشهيرة ( المعروفة باسم لوحة إسرائيل ) أن قبيلة الليبو كانت هى القوة الرئيسة فى قيادة الحرب ضد المصريين ، وأن قبائل الماشوش وشعوب البحر كانوا متحالفين معها. كما ذكر مرنبتـاح فى نصوصه بأن 100,9 سيفا من الماشوش قد تم الاستيلاء عليها فى أعقاب المعركة.
وبعد مرور خمسة وعشرون عاما من الحرب الليبية التى خاضها مرنبتاح ، وخلال عهد الملك رمسيس الثالث ، عاد الصراع بين المصريين والليبيين ليطل برأسه من جديد فى حدود مصر الغربية بشكل عنيف. وخلال هذه الحقبة أصبحت قبائل الماشوش هى القائد الفعلى للقبائل الليبية فى المعارك الحربية التى خاضها الفرعون ضدهم فى العام الخامس والعام الحادى عشر من عهده ، والتى تمكن فيها من تحقيق انتصارات حاسمة عليهم ، والجدير بالذكر أن الماشوش كانوا طرفا رئيسا فى الحرب الليبية الثانية فى العام الحادى عشر من عهد الفرعون .. وفى أعقاب هذه الانتصارات الحاسمة التى حققها رمسيس الثالث على الليبيين ، قام بوضع عددا كبيرا من أسرى الماشوش المحاربين فى معسكرات حربية بمصر الوسطى ، وبدأ فى عملية توطينهم فى الأراضى المصرية وتمصيرهم بشكل تدريجى ، حتى تشربوا وتشبعوا مع مرور الوقت بالثقافة والحضارة المصرية ، ثم تم الدفع بهم فى الخدمة العسكرية داخل الجيش المصرى ، وأصبحوا من العناصر الأجنبية المتمصرة التى تعتمد عليها الدولة المصرية كثيرا فى الأعمال الحربية خلال نهاية عصر الرعامسة ، وقد تجلى هذا الأمر بوضوح من خلال بردية هاريس رقم 1 التى تعد من أهم المصادر التاريخية لعهد رمسيس الثالث. وقد ذكرت إحدى نصوص عصر الانتقال الثالث أنه كان هناك على الأقل خمسة حصون للماشوش فى منطقة إهناسيا بمصر الوسطى ، ومن المحتمل أن هذه الحصون هى التى تم تأسيسها من قبل رمسيس الثالث .. وبمرور الوقت ومع تمصر الماشوش واندماجهم فى الحضارة المصرية وفى أعقاب انتهاء عصر الرعامسة بوقت وجيز ، ازداد نفوذ الماشوش داخل الدولة المصرية حتى تمكنوا من الوصول إلى العرش المصرى وأسسوا الأسرة الثانية والعشرين وبدأت معهم مرحلة عرفت فى تاريخ مصر القديمة بعصور الأسرات الليبية.
د. #محمد_رأفـت_عباس ✍️✍️
#مصر_الخالدة
#المجد_الحربى_لمصر_القديمة
#إمبراطورية_مصر_الكبرى