فلسطين تراث وحضاره

موضوع اليوم التعريف عن الملابس الشعبية الفلسطينية القمباز . القمباز الفلسطيني

همسة نت..

من المؤكد أن لكل شعبٍ زيه الخاص الذي يميزه عن غيره من الشعوب، وكذلك كان الحال منذ قديم العصور والأزمان، ولا بد للمرء أن يعتز بزيه الشعبي ويتفاخر به، وهذا الزي هو تراث شعبي تتناقله الأجيال عن بعضها البعض فيتمكن المرء من معرفة هوية الفرد الآخر من خلال زيه الشعبي الذي يرتديه، وهوية أهل فلسطين تتلخص في القمباز والثوب الفلسطيني، ونظراً لأهمية الأزياء الشعبية ؛ إلى جانب إعتزازنا بهذا الزي الشعبي الأصيل وإتاحته للبيع ومحاربة عملية إنقراضه، كان لا بد لنا أن نبرز هذا الاهتمام من خلال الحديث عن هذه الأزياء الشعبية لبلاد فلسطين.

وينقسم الزي الشعبي في فلسطين إلى ثوب فلسطيني للنساء، وقمباز فلسطيني يعد أساس الزي الفلسطيني للرجال.

القمباز الزي الفلسطيني للرجال:
يتميز الزي الفلسطيني للرجال بهيبته وشموخه، وعادة ما كان أهل البلدة يرتدون هذا الزي في كل المناسبات وأكثر من كان يرتديه هم الأغنياء والمثقفون وكبار العائلات ووجهاء البلدة الذين لهم مكانة شعبية واجتماعية عند الأهالي، أما أجزاء الزي الفلسطيني للرجال فأبرزها القمباز، ما هو القمباز الفلسطيني؟

لباس القمباز:

القمباز هو ثوب كان يرتديه الرجال في المناطق الشامية أي سوريا، لبنان، الأردن و فلسطين، ويطلق عليه في بعض المناطق اسم الكِبِر (التشيبر ) أو الدمّاية، وهو عبارة عن قطعة من القماش تشبه الجلابية إلى حد كبير، مفتوح من الأمام وضيق من أعلاه يتسع قليلاً من أسفل، يُرَدّ أحد جانبيه على الآخر ويكون جانباه مفتوحان قليلاً، يمتد من الكتفين حتى القدمين، وينتهي بـ”ردة” أو “شريط” من الأعلى بعرض 3سم، بحيث تلف الرقبة من الأمام من اليمين لجهة اليسار وينتهي الشريط بعروة وزر.

وقد ظهر القمباز في القرن السادس عشر قبل الميلاد واختلفت نوعية القمباز بحسب الطبقة الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي كان ينتمي الفرد إليها، فالفقراء كان لباسهم هو قمباز فلسطيني من الديما أو القباقيبو، أما الأغنياء فكانوا يرتدون قمباز الحرير النباتي وقمباز الغباني.

ويتمتع القمباز بخاصية جيّدة نادراً ما تجدها في الملابس الأخرى وهي ميزة الراحة الجسدية والقدرة على التحرك في أي وقت وكيفما كان، وذلك لأنه واسع الحوض على عكس الملابس الأخرى التي ظهرت والتي في معظمها ضيقة عند منطقة الحوض ولا تعين مرتديها على التنقل والحركة بالشكل المطلوب، وقد كان القمباز الفلسطيني هو اللباس المسيطر في البلاد حتى فترة قريبة، ومن ارتدى غيره من الملبس أشاروا إليه بالبنان كوصمةِ عار، أما الآن فتجد العديد من أبناء الشعب الفلسطيني ممن لا يعرفون اسمه أو خصائصه، وعند حديثك عنه معهم يسألونك ما هو القمباز؟

وقمباز الصيف يُصنع من الكتان وتختلف ألوانه تماماً عن القمباز في الشتاء، أما قمباز الشتاء فيكون من جوخ ويلبس تحته قميص أبيض من قطن يسمى المنتيان ويضع من يرتديه على خصره إما “كمر” عريض أو شالة من الحرير مربعة الشكل تقريباً طول حرفها حوالي المتر، لونها خمري أو أسود.

السروال الفلسطيني:

هو البنطلون الشَّعبي، ويطلق عليه باللهجة الشعبية المحكية “السروال” وتكون أرجُلُهُ من الركبة حتى القدم رفيعةً تكادُ تلاصق الجسم، أما الجزء العلويُّ من الركبة حتى الخصر، فهو واسعٌ فضفاضٌ، لا بل يتدلّى الجزء الخلفيُّ منه مثل لِيَّة الخروف، ولذلك يسمي هذا الجزء”ليَّة السروال”. يُثَبَّتُ السَّروال على الجسم بوساطة خيطٍ مجدولٍ، رفيع قويّ، ويسمَّى هذا الحزام باسم “دِكِّة السروال”.

واللَّون السَّائد للسّروال، هو الأبيض والأسود. وفي بعض القرى العربية، يُلبسُ السروال من دون القمباز، ولكن مع قميصٍ شعبي.

وفوق القمباز توضع عباية بيضاء مصنوعة من الحرير صيفاً ومن الصوف فى الشتاء، ويعد لبس العباية فى الغالب تباهياً ومفاخرة.، ولا تلبس في العادة إلا في المناسبات. وكان بعض الرجال يلبسون الدمّاية وهى ثوب طويل حتى أسفل الرجلين مفتوح من الأمام طويل الأكمام لا ياقة له ويُربط برباطات داخلية وخارجية، وله جيب واحد أو اثنان للساعة والمحفظة. والدمّاية العادية من قطن أو كتّان وتلبس للعمل أو في البيت، كما يمكن أن يُلبس فوق القمباز جاكيت يُصنع من نفس قماش القمباز وألوانه.

غطاء الرأس عند الرجل الفلسطيني ويشمل ما يلي:
الحطة أو الكوفيه الفلسطينية:

لا بد من غطاء للرأس يكمل جمال الإطلالة البهية التي تحكي فخامة وجاذبية الرجل الفلسطيني، لتأتي الحطة الفلسطينية

وهي قطعة مربعة الشكل مصنوعة من القطن، أو الصُّوف أو الحرير،

تزدان بالشَّراشيب في اثنين من أضلاعها المتقابلة، وتكون الحطة الفلسطينية باللونين الأبيض والأسود حصراً لتدل على بساطة حياة الفلاحين،

وقد كانت الكوفيه ولم تزل رمزاً للثورة وثقافة المقاومة، وكان المقاومون يغطون بها وجوههم كي لا يتم التعرف عليها.

العقال:

وفوق الحطة يتم وضع العقال، الذي يعودُ بدوره إلى أيَّام الكنعانييّن، وقد تطوّر العقالُ في شكله، حتى أصبح عبارةً عن شريط مجدولٍ، يوضَعُ على الرأس فوق الحطَّة،

بحيث يُعطي شكل دائرتين متداخلتين، ويتّصَل بالعقال من الخلف خيطان يتدلَّيان خلف الرأس والظَّهر.

ولون العقال في العادة أسود، وهو العقال الشَّعبيّ، ويصنع من صوف الغنم، ويختلف سمكه حسب سن الرجل حيث في جيل الشباب يكون سمكها رفيعاً

أما لكبار السن فيكون العقال أكثر سماكة، وللعقال مكانة هامة جدا عند الرجال ترتبط بكرامتهم فإذا أنزل الرجل عقاله عن رأسه تنشأ مشكلة كبيرة.

وكانوا يهزجون قديماً متغنيين بالكوفية والعقال في أغاني الرقص والدبكات الشعبية بكافة المناسبات:

هيهات يا بو الزلف عينـي يـا مولايَّـةْ

عملت عقالـي قمــر والشمس (كوفيًّة).
مع تحيات
أ.جمال سالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق