مقدمة :
“يقدم الدكتور محمد خليل رضا في هذه المقالة رؤية متعمقة وموضوعية حول واقع الاعتداءات والسرقات التي تطال المواطنين، فيطرح بأسلوبه المميز تساؤلات حيوية حول دور المجتمع والسلطات، وأثر بعض الخطابات التحريضية على السلوك الاجتماعي. تميز الدكتور رضا دائمًا بقدرته على الجمع بين التحليل الواقعي والنقد البنّاء، مما يجعل كل نص له إضافة قيّمة إلى النقاش العام حول قضايا المجتمع المعاصر..
الاعتداءات والسرقات وأخواتها التي تطال المواطنين؟!.. وماذا عن خطابات بعض رجال الدين “التحريضية” مع بعض الملاحظات في العمق؟!
تعج وسائل التواصل الاجتماعي في هذه الدولة أو تلك في العالم وبالصوت والصورة، ومن مصادر متنوعة عن حالات سرقة، ونصب واحتيال، وشبكات تتعاطى المخدرات، والخطف، والدعارة وعلى الأوتوستراداتوالوجوه مكشوفة والرؤوس واضحة.. أو توقيف شخص بجرم الاتجار بالبشر وعن.. وعن.. وعن.. وتنشط حركة الموتوسيكلات في هذا الاتجاه أو ذاك وفجأة “X” يرصد “Y” و “Y” ينشل. و”W” بانتظاره رفيقة أو رفاقه في سيارة صغيرة، أو على دراجة نارية.. وهكذا.. فالذي يحدث صادم، ومؤلم، ومقزّز للنفس.. ومرفوض ومُدان جُملة وتفصيلاً.. لكن إذا ما “شرّحنا” بالميكروسكوب وبالدليل القاطع والساطع وبالملموس.. لوجدنا أن الكثير ممن يمارسون ذلك هم سجناء قدامى أُخلّي سبيلهم قبل مدة. وعلى ما يبدو وممارساتهم الميدانية هذه لا تعكس أنهم قد تمّ تأهيلهم نفسياً ونفسانياً وإيجاد فرص عمل لهم تتناسب وطموحات كلّ منهم. وتعليم مهني أو دراسي آخر كُلّ حسب ما يرغب ومؤهلاته.
← هذه من إحدى الملاحظات في العمق؟!
← لكن وترليون لكن أغلب أعمال السرقة والنشل والخطف والاعتداءات على أنواعها كانت تحدث نهاراً.. وبكل حرفيّة وخبرة ورصّد وتتبّع…
← كنا في فرنسا، نشاهد وعلى مدار الساعة 24 على 24 الشرطة (عادة يكونوا غروب مشكلين رجال ونساء) مع أسلحتهم وكلاب بوليسية معهم يتجولون في الشوارع، وفي أنفاق المترو وحتى كبسات داخل المترو.. وأحياناً يدقّقوا في إقامات الأشخاص وأحياناً لا يتكلمون فقط متواجدين ميدانياً.. ولم نجد أثر لحالات نشل وسرقة وخطف واعتداءات…
← وهذه كانت من ضمن بعض الملاحظات في العمق.
← حبذا لو نسّقط ميدانياً ما يحدث في فرنسا من تواجد للشرطة في الشوارع، وحتى كنا نشاهد الجيش وبأسلحته الفردية والرشاشة يتجول في أرصفة المترو، وفي الشوارع (أحياناً) مع الكلاب البوليسية وأجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية المتطورة.
← قلت وأكرّر لو نسّقط وميدانياً كل هذه الإجراءات الأمنية المدروسة “وكفزعة” أنه نحن هنا.. على هذه الدولة أو تلك من العالم.. وعلى أن تُطعّم بشرطة البلدية.. ودرّاجين وعناصر من رجال المخفر ينزلون ميدانياً. وحتى سيارات الدرك والشرطة وعبر مكبرات الصوت يشاركون بطريقة معينة وبالمذياع وبطريقة معينة يعطون توجيهات مرورية للسائقين. وتنبيهات للمواطنين وأمور أخرى تفيد في هذا الاتجاه أو ذاك. (وهذه من ضمن الملاحظات في العمق).
← وحبذا لو كل سيارة تاكسي وسيارات عادية تزوّد بكاميرات مراقبة ولاسلكي يعمل ليلاً نهاراً كما هو الحال في فرنسا. لكافة وسائل النقل وحتى الحافلات وأخواتها.. ويتفاعل بالصوت والصورة السائقين مع مركز خليّة الأزمة.. أو حيث هم مراكزهم وأيضاً وأيضاً وسيلة ردع ميدانية مرئية ومكشوفة وبالصوت والصورة.. إننا نحن هنا.. حينها الركاب، و”X” و”Y” من اللصوص والمجرمين وأصحاب النوايا السيئة والشرّيرة.. بّيعدوا للتريليون وبكافة لغات العالم قبل الإقدام على أيّ أمر مُخلّ بالأمن، وبسلامة المواطنين وأملاكهم. وهذه أيضاً من ضمن بعض الملاحظات في العمق.
← وحبذا عندما يتمّ إلقاء القبض على اللصوص والسارقين أن يتمّ فوراً عرضهم على وسائل الإعلام والتحدث معهم وبالصوت والصورة.. من أنتم؟ أسماءكم؟ أعماركم؟ من أيّة منطقة أو مدينة أو قرية أو.. أو.. واسم العائلة، والأب، والأم و.. و.. حينها يتربى غيرهم ولا يفكر لا بالسرقة ولا بالتهديد، والاعتداءات المتنوعة (وهذه أيضاً وأيضاً من ضمن بعض الملاحظات في العمق).
← أيها المسؤولين كُلّ في مركزه ومنصبه ومسؤولياته، الفيديوهات تصلكم بالصوت والصورة وبالساعة والدقيقة والثانية ووجوه اللصوص والمجرمين والأفراد والمواطنين واضحة وجليّة.. أين دوركم في إلقاء القبض عليهم فوراً وسوقهم إلى العدالة لينالوا القصاص المناسب كل حسب جرمه؟!.
← أين هي عناصر قوى الأمن وشرطة البلدية ورجال المخابرات والمخبرين السرّيين وغيرهم في هذه الدولة أو تلك من العالم؟! الذين يتقاضون رواتبهم الشهرية مع ألف حبّة مسك.. لماذا لا يقوموا بدوريات وكبسات ميدانية؟!.. وأين هي كاميرات المراقبة المساعدة لكشف المجرمين واللصوص والمخلّين بالأمن.. وأين.. وأين.. وأين (وهذه ضمن بعض الملاحظات في العمق).
← كنا نشاهد وبالصوت والصورة بعض الرؤساء والكثير من المسؤولين في هذه الدولة أو تلك من العالم عندما يريدون أن يتوجّهوا من مدينة إلى أخرى أو منطقة قريبة إلى منطقة مجاورة مثلها رجال الأمن والجيش والمخابرات والمخبرين السرّيين مزروعين وبكثافة على الطرقات وعلى الجانبين لمرور فخامته؟ أو جلالته؟!.. أو سموّه؟!.. أو… مولانا؟!.. أو.. أبونا.. أو.. أو.. وكذلك الطائرات العامودية تمسح من الجو الطرقات وتراقب الجمهور والحضور والطرقات.. يا جماعة عُطونا عُشر هذه الترتيبات الأمنية وسخّروها على الطرقات وميدانياً كفزاعة للصوص والمجرمين والمخلّين بالأمن.. ساعتها نلاحظ أن نسبة السرقات والخطف والاعتداءات على أنواعها خفّت تدريجياً.. إلى حدّ الانقراض… (وهذه ضمن بعض الملاحظات في العمق)
← لكن بالمقابل كنا نلاحظ بالصوت والصورة فتية ومتحمسين من أولاد البيوت الطيبين ومن مستويات ثقافية وجامعية واجتماعية معينة يحملون السلاح في منطقة “X” ويتظاهرون تحت مساكنهم بخطوات بالأمتار ويهتفون شعارات دينية معينة.. فجأة تصدر وزارة الداخلية في هذه الدولة أو تلك من العالم أنه ممنوع حمل السلاح في هذه العاصمة أو تلك من العالم.. ويتمّ إصدار مذكرات بحث وتحرّي عن هذه المجموعة المتحمسة لمناسبة دينية معينة.. وحتى تشتغل وزارة الداخلية وأجهزتها وتلاحقهم إلى قراهم ومساكنهم البعيدة جداً جداً عن حيث كانوا متواجدين ميدانياً.. وتصدر هذه الوزارة تعميم ومذكرات “بطولية” أننا قبضنا على هذه المجموعة… ويتمّ إجراء مؤتمرات صحفية واستدعاء كافة الفضائيات العالمية ووسائل الإعلام في هذه الدولة أو تلك من العالم لتغطية هذا الإنجاز الجبّار لوزارة الداخلية؟!
← وبالمقابل أحد رجال الدين وباللباس الديني الرسمي يهدّد هذه الطائفة أو تلك؟!.. وتفوح من فيديوهاته رائحة العداء لهذه الطائفة وخطها النضالي.. ويتوعّد.. وأكرّر ويُهدّد.. وبيعلّيالسقف والنبرة والخطاب التحريضي وشدّ العصب الطائفي والمذهبي واستحضار لمفردات الحرب ولغة وزواريب ومتاريس الشارع؟ فالشارع يقابله شارع.. وهكذا.. أيعقل أن تصدر كل هذه “الأحقاد” “المدفونة” والمرفوضة جملة وتفصيلاً.. تصدر من؟!.. رجل دين.. فهذه الحركات والتصرفات تسجّل عليه؟! ولا تسجّل له؟!.. لكن المفارقة أن هذا الشخص كان يتكلم وواضع العمامة على رأسه وبملابسه الدينية؟!.. فلو كان شخص عادي ويتكلم “شروّي غروّي” لا أحد يلومه؟! لأنه في هذه الدولة أو تلك من العالم يوجد احترام لحرية الرأي لكن بدوز معيّن؟!! وأن لا نشّهر بأحد ولا نغّمس خارج الصحن، ولا نقترب من القدح والذم لأحد.. و.. بالله عليكم أليس له مرجعية دينية ومن طائفته لمحاسبته؟! أم القاضي راضي؟!.. لا أريد أن أفتح وكرّ الدبابير.. لكن ربما لاحقاً سنضع النقاط على الحروف؟!!..
← أكرّر من أنت؟.. وأين ادّعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.. وجادلهم بالتي هي أحسن؟!!.. هذه الحكم والآيات والأمثال أظن أنك تعرفها كرجل دين؟!.. وإلا نطلب لجنة أطباء من اختصاصات مختلفة لمعاينتك.. ووضع النقاط على الحروف مع أخذ الإذن بذلك من مرجعيتكم الدينية التي نحترم مقامها المعتدل.
← هذا النموذج “السيء” من رجل الدين هذا ألا يهدّد السلم الأهلي؟! والعيش المشترك.. وخطابه وتهديداته ونبراته وحركاته و.. أخطر من السرقة ونشل جزدان “X” و”Y” من على الموتسيكل؟!.. أو.. أو.. فهو يهدّد طائفة بأكملها بأمّها وأبيها و.. وحسبي الله ونعم الوكيل؟!
← أين هي وزارة الداخلية في هذه الدولة أو تلك؟!.. فكما أصدرت مذكرات بحث وتحرّي على “X” و”Y” تتفضّل ومشكورة سلف أن تصدّر مذكرات بحث وتحرّي على مولانا الذي يرعب المواطنين والمؤمنين و.. ومكانه معروف.. لا بحاجة إلى البحث والتحرّي… وحتى تطاوله امتدّ إلى منع إقامة مراسم عاشوراء في منطقته؟!.. من أنت يا هذا.. لكن داعموك هم من يدفشوك إلى العلن؟!.. ولو كان عندك مرجعية دينية من طائفتك الكريمة شرط أن تكون منصفة للحق لأخرستك ونزعت منك عمامتك وأخذت بحقك الإجراء المناسب والموجع والصارم والقاسي و.. ونقطة على أول السطر؟!.
← لكن نكرّر مع حكمة مدويّة قالها الإمام علي ابن أبي طالب “أبا الحسن” عليه السلام: “فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها”.
← أختم وأقول.. هل يوجد في هذه الدولة أو تلك من العالم أمن بسمنة؟.. وأمن بزيت؟.. لكن للفلتان الأمني والخطابي حدود..
← وأيضاً وأيضاً نتذكر الحكمة المدوّية للإمام علي ابن أبي طالب “أبا الحسن” عليه السلام: “احذر الكريم إذا أهنته والحليم إذا أحرجته والشجاع إذا أوجعته”.
← “الضمير الشاعر بالإثم في غير ما حاجة إلى مُتهم”.
“A GUILTY CONSCIENCE NEED NO ACCUSER“
← “إنما تعرف الشجرة من ثمارها”
“A TREE IS KNOWN BY ITS FRUIT“
← “المُتسوّلون لا يملكون حقّ الاختيار”
“BEGGARS CANNOT BE CHOOSERS“
← “الأعشاب الضَّارة تنمُو بسرعة”
“ILL WEEDS GROW APACE (OR FAST)“
← “ساكنو البيوت الزُّجاجية يجب أن لا يرشُقُوا أحداً بالحجارة”
“THOSE WHO LIVGE IN GLASS HOUSES SHOULD NOT THROW STONES“
← العلامة المجلسي في بحار الأنوار الجزء 72 الصفحة (91). وفي نهج البلاغة: “من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء الظن به”.
← ويقول أيضاً الإمام علي ابن أبي طالب “أبا الحسن” عليهم السلام:
“من دخل مداخل السوء اتهم”.
ختامًا، نتقدم بخالص الشكر والتقدير للدكتور محمد خليل رضا على هذه الإسهامات الفكرية الثمينة، والتي تضيف بُعدًا معرفيًا هامًا للنقاش حول قضايا الاعتداءات والخطابات التحريضية، مؤكدين أن جهوده المستمرة في البحث والتحليل تُمثل مصدر إلهام للقارئ والباحث على حد سواء.
الدكتور محمد خليل رضا
(1) أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس (فرنسا).
(2) أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية.
(3) أخصائي في الطب الشرعي وتشريح الجثث.
(4) أخصائي في “علم الجرائم” “CRIMINOLOGIE“
(5) أخصائي في “علم الضحية” “VICTIMILOGIE“
(6) أخصائي في “القانون الطبي” “DROIT MEDICALE“
(7) أخصائي في “الأذى الجسدي” “DOMMAGE CORPORELE“
(8) أخصائي في “الجراحة العامة” “CHIRURGIE GÉNERALE“
(9) أخصائي في “جراحة وأمراض الشرايين والأوردة”
“CHIRURGIE VASCULAIRE“
(10) أخصائي في “جراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE“.
(11) أخصائي في “الجراحة المجهرية الميكروسكوبية” “MICRO-CHIRURGIE“.
(12) أخصائي في “علم التصوير الشعاعي الطبي الشرعي”
“IMMAGERIE MEDICO-LÉGALE“
(13) “أخصائي في طب الفضاء والطيران””MEDECINE AERO-SPATIALE“
(14) أخصائي في “أمراض التدخين” “TABACOLOGIE“.
(15) أخصائي في “أمراض المخدرات والمنشطات”
“TOXICOMANIE-DOPAGE“
(16) أخصائي في “علم المقذوفات والإصابات في الطب الشرعي”
“BALISTIQUE LESIONELLE MEDICO-LÉGALE“
(17) مصنّف علمياً “A+++” في الجامعة اللبنانية.
(18) مشارك في العديد من المؤتمرات الطبيةالدولية.
(19) كاتب لأكثر من خمسة آلاف مقالة طبية، وطبية شرعية، علمية، صحية، ثقافية، إرشادية، توجيهية، انتقادية، وجريئة ومن دون قفازات وتجميل وتلامس أحياناً الخطوط الحمراء لكن لا نتجاوزها.
(20) رئيس اللجنة العلمية في التجمّع الطبي الاجتماعي اللبناني.
(21) حائز على شهادة الاختصاص العليا المعمّقة الفرنسية “A.F.S.A“.
(22) عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة وأمراض الشرايين والأوردة”.
(23) عضو الجمعية الفرنسية للطبّ الشرعي وعلم الضحية، والقانون الطبي والأذى الجسدي للناطقين عالمياً بالفرنسية.
(24) عضو الجمعية الفرنسية “لطب الفضاء والطيران”
“MEDECINE AERO-SPATIALE“
(25) عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض التدخين” “TABACOLOGIE“
(26) عضو الجمعية الفرنسية “لأمراض المخدرات والمنشطات” “TOXICOMANIE – DOPAGE“
(27) عضو الجمعية الفرنسية “للجراحة المجهرية الميكروسكوبية”
“MICRO-CHIRURGIE“
(28) عضو الجمعية الفرنسية “لجراحة المنظار” “LAPAROSCOPIE“
(29) المراسل العلمي في لبنان لمجلة الشرايين والأوردة للناطقين عالمياً بالفرنسية.
(30) واختصاصات أخرى متنوّعة…
(31) “وقل ربّ زدني علماً” سورة طه آية “رقم 114” – قرآن كريم – صدق الله العظيم.
(32) “وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً” سورة الإسراء“آية رقم 85” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
(33) “علم الإنسان ما لم يعلم” سورة العلق “آية رقم 5” قرآن كريم – صدق الله العظيم.
(34) خريج جامعات ومستشفيات فرنسا (باريس – ليون – ليل)
” PARIS-LYON-LILLE“
لبنان – بيروت
1