ثقافه وفكر حر
حكاية مدرستي – خواطر بقلم عبد العظيم كحيل
ست سنوات لا بد عمراً
صفوفها…
اول،أحداث …
والخاصة فيها روضة
وخصني جارنا في مدرسة أيتام
وأنا في أحضان أهلي
وبين اخوتي أنام!
يعني حيلة ما لإكْرَامي …
في مدرسة وكُلية للعائلات الكِبار
للكُلية قسمين…
قِسم خارجي لأصحاب المال
وقِسم داخلي للأيتام
انا ما بينهما أَدرس فيها ولا أنام
ثلاث سنوات مَكَثتُ فيها
روضة، أحداث، و أول…
كنتُ من الأولاد الشُطار
في صفي
إما الأول أو الثانى…
في معظم الأحوال
في الفَصل الجديد يُفصل الأيتام
وينتهي بنا الحال…
لا نحن أيتام
ولا نستطيع دفع المال
مدرستي الكُلية الإسلامية
تُعلم الإنكليزية
في مدارسنا الحكومية
تُدَرِس الفرنسية
من هنا تَغَير كل شيء
قاطرتي خرجت عن سِكتها
في مدرسة فرح أنطون
أصبحت محطتي!
لا أدري من أسْماها فَرح
كانت جحيم عُمري
في الصف الثاني
بعد الاختبار و التهاني…
ما شاء الله ولدك ذكي وشاطر
الكلام لأبي!
في الحساب و العربي
لا بأس سَيَتعلم الفرنسية
وبدأ العام الدراسي…
فجأني المفروض استاذي
جاء يعلمني الأبجدية
جلاد والله جلاد !
من بين كل التلاميذ
عبد العظيم…
كحيل…!
تعالَ هنا عندي
سَمِعْ درسك !
أقرأ حاضراً ً.. اقرأ غيباً
تَخْرُج حروف الأساس
حروف تأسست عليها
حروف انجليزية!
يصرخ… انت فاشل انت حم……
صَفعة على الوجه يميناً و شمالاً
والضَرب بالمسطرة
على الأيدي والأرجل
في كل مكان!
أُصارِع غَدر الزّمان لا مُحَال
مَنْ تُناجي عَبثاً تُنادي
لا حياة لِمَن تُنادي
كان التعليم
في فترة الصباح
وبعد الغداء…
ساعتان بعد الظهر هرباً من الجلاد
قَضيتها في الحَمام
حَبَسْت أنْفَاسي
وحان وقت الإنصراف
تخيل المشهد كيف سيكون!
ورفاقك شاهدوك
واتُخِذْ القرار… لا بُد من الفِرار
قَضيت ايام بل شهور
وانا في الشوارع أدور
أُبْرز في كل شهر العلامات
واقول ها أنا أتحسن
وعائلة تُشجعني
وبالمديح تُطربني
أضحك في قرارة نفسي
وأشعر بالأنتصار مع الأستهزاء بنفسي
لأني أعلم لا بد سيأتي يوم
وتنتهي اللعبة
حتى جاء اليوم المُنتظر
كُشِف المستور
بعد عدة شهور
وانا السائح في الطرقات!
وعلى دُور العرض.. السينمات
أتفرج على صور الأبطال
من وراء واجهة الزجاج
اتأمل صورهم صورة بصورة
حتى تمضي الساعات
وتمضي الأيام
ومضت شهور ثلاث …
مَرت وانا اتسكع في الطرقات
أحياناً تمطر مع رياحِ زمهرير
ورعد وبرد يُمزق الاحشاء
واستريح في صفاء السماء
في حديقة مدينتي الوحيدة
سُميت الماشية
اجلس واستريح و أُجفف كُتبي
كنا نحملهم على الأيدي
موضة ذلك الزمان!
وانا الولد الصغير
وبعض الناس بلا ضمير
اعتداء من هنا واعتداء من هناك…
ألا يكفيني استاذي؟
ألا يكفيني تشردي؟
ألا يكفيني عذاباتي؟
في ذلك اليوم الموعود
وانا أعود من المفروض
من مدرستي
يستقبلني والدي ليقول
أين كنت؟
صاعقة اصابتني
وقفت مثل المسطول المهبول
لا أدري ماذا أقول
عرفت ان اللعبة انتهت!
لم أَرد.. سَلَمت
واسْتَسْلمت… قضى الأمر
وعدنا للضرب من جديد
الصفع والركل والتنكيل…
والدي فَقَدَ صوابه!
هذا الولد يضحك عليّ ويخدعني
هذا لا يكفي!
بالحبل ربطني….
لم تنفع شفاعة أمي و لا جيراننا
وأنا في زاوية أُسنِدتُ إليها
أبكي ربي لما يُفعل بي هذا؟!
أَلَمْ أُخبرك أبي مراراً وتكراراً
بالمدرسة يريدونك ؟
ما ذنبي ما كان عليّ أن أفعل؟
وأنا الولد الصغير
ما زلت حتى اليوم أفكر!
ما ذنبي؟
لست أدري…
خواطر عبد العظيم كحيل