اقلام حرة
مسرح عربي!
بقلم: شاكر فريد حسن
زف النائب أحمد الطيبي من القائمة المشتركة للجمهور العربي في البلاد بشرى إقامة مسرح عربي، وتجنيده الميزانيات لذلك، وخلال الأيام القادمة سيتم الإعلان عن مناقصة لإقامة المسرح بميزانية 3 مليون و700 ألف شاقل.
لا شك إن إقامة هذا المسرح هو خطوة مهمة جدًا ونجاح كبير بوجه السياسات العنصرية الحكومية الساعية لضرب ومحاصرة مشروعنا الثقافي الوطني، وتذويب هويتنا الوطنية والثقافية. فجماهيرنا بحاجة لمسرح في ظل ما يشهده مجتمعنا من فراغ ثقافي وأعمال عنف وجريمة وانتشار تعاطي المخدرات والمتاجرة بها، لما للمسرح من دور في التنمية الاجتماعية.
وكانت وزيرة الثقافة والرياضة السابقة ميري ريغف أغلقت مسرح الميدان في حيفا، ما عكس أثره السلبي على المسرحيين العرب خاصة، والجمهور العربي عامة.
إن المسرح على اختلاف أشكاله وأنماطه هو فن من الفنون التعبيرية التي أوجدها الإنسان، والنشاط المسرحي من اهم الأنشطة الثقافية التي تحظى بأهمية بالغة في كل الدول المدنية المتحضرة، ودور المسرح ليس ترفيهيًا فحسب، بل له الدور السياسي والاجتماعي والتثقيفي المؤثر، وله أهميته الفائقة في التوعية وتثوير الواقع الاجتماعي وتغييره، وكذلك تأتي أهمية المسرح من أنه يمنحنا المتعة فضلًا عن الوعي الاجتماعي السياسي.
ويمكننا القول إن تنشيط وتعميق النشاط المسرحي والثقافي في مجتمعنا العربي مهمة كبيرة وضرورة لترسيخ المفهوم الثوري “اعطني مسرحًا أعطيك شعبًا مثقفًا”، وكم نحن بحاجة إلى إشاعة الأجواء الثقافية ومن ضمنها النشاط المسرحي ونشر ثقافة المحبة والتسامح والسلم للوقوف بالضد من الثقافة الظلامية التي تولد وتفرخ العنف والإرهاب والموت والدمار والمعادية للإنسان. ونحن بانتظار ترجمة الفكرة والقرار إلى واقع وممارسة.