اخبار العالم العربي

نتنياهو يتجه لإعلان اكثر حكومات اسرائيل تطرفاً

اعتبرت الخارجية الفلسطينية احتمال انضمام رئيس حزب إسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان إلى الاتئلاف الحكومي وتسلمه حقيبة الدفاع دليلا جديدا على غياب شريك للسلام الحقيقي في إسرائيل.

وجاء في بيان أصدرته الخارجية في رام الله، الخميس 19 مايو/أيار، أن هذا التوجه يشكل تحديا وردا على الجهود الفرنسية والدولية الرامية إلى احياء العملية السلمية.

وأضافت الوزارة في بيانها أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفضل دوما تعزيز التطرف في حكومته.

وتناقلت وسائل الاعلام العبرية الأربعاء 18 مايو/أيار، أنباء عن إنضمام حزب “إسرائيل بيتنا” برئاسة أفيغدور ليبرمان إلى حكومة بنيامين نتنياهو، وتسلمه حقيبة وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وأضافت في بيانها أن هذه التطورات في المشهد الائتلافي الحكومي في إسرائيل لم تكن مفاجئة لوزارة الخارجية الفلسطينية، مؤكدة أن ذلك يعكس الطابع العنصري والتطرف العنيف لسياسات حكومات نتنياهو.

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن القرار رد من نتنياهو على الجهود الفرنسية والدولية والإقليمية الرامية إلى إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مضيفة أن ذلك يبعث برسالة قوية للعالم بأن اسرائيل تفضل التطرف وتكريس الاحتلال والاستيطان على السلام.

نتنياهو وليبرمان في تجمع انتخابي سابق
نتنياهو وليبرمان في تجمع انتخابي سابق
وتسود حالة من الترقب في الجيش الاسرائيلي بانتظار ما ستؤدي اليه المفاوضات بين ليبرمان ونتنياهو. وقال المحلل العسكري عاموس هارئيل في مقال له في صحيفة “هآرتس”، إن “جنرالات الجيش لم يتوقعوا قرارا سياسيا سخيفا كهذا”، فيما حذر المحلل يوسي يهوشع، في مقال في صحيفة “يديعوت أحرنوت”، من الثمن الذي سيكون لهذا التعيين، قائلا إن “الجيش ليس ملعب تنس، وإذا لم يفهم ليبرمان المخاطر والمسؤولية في هذا المنصب، فإن جهاز الأمن سيكون غارقا في مشكلة”.
وأفاد المحلل العسكري البارز رون بن يشاي، في مقال له في موقع “واينت” الاخباري على الانترنت، إن نتنياهو يخاطر بالأمن القومي بصورة غير معقولة بتعيينه ليبرمان وزيرا للدفاع. وقال إن القرار يتسم بعدم المسؤولية باستبدال “وزير خبير”، مزاجه بارد، قادر على ترجيح الرأي ولديه رؤية استراتيجية، بوزير ليس لديه أي خبرة أمنية، وطبيعته غير متوقعة، سيضطر إلى اتخاذ قرارات ربما تحسم مصيرنا جميعا منذ الثانية الأولى التي سيدخل فيها إلى المنصب.
وحذر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” أمير أورن، من أن ليبرمان هو الذي سيقرر وليس نتنياهو من سيكون رئيس هيئة الاركان القادم. وبدون موافقته لن يتم تعيين أي جنرال أو رئيس الاستخبارات العسكرية أو قائد سلاح الجو أو منسق الاعمال في الضفة وقائد المنطقة الوسطى، لأن هذه مناصب حيوية وهامة للمستوطنين.. والامر غير الطبيعي هو أن يختار بنيامين نتنياهو منح ليبرمان هذا الدور وهذه القوة.
وقال الكاتب غدعون ليفي في صحيفة هآرتس، لقد حدث شيء ما في اسرائيل محظور الاستخفاف به ولو للحظة. مجرد الاقتراح على ليبرمان بأن يكون وزير الدفاع، هو رفع علم أسود لم يسبق أن رفع مثله، وتجاوز لخط احمر لم يسبق أن تم تجاوزه.
كما انتقد النائب والشخصية البارزة في حزب “الليكود” بنيامين بيغين قرار نتنياهو وقال، إن هذا تعيين مهووس، وأضاف أن “هذه الخطوة تعكس عدم مسؤولية تجاه جهاز الأمن ومواطني إسرائيل”.
ومن المتوقع أن يتم استكمال الاتفاق بين حزب الليكود الحاكم، وحزب “يسرائيل بيتينو” بزعامة ليبرمان، الجمعة، حتى يتسنى عرضه على الكنيست إما يوم الاثنين، أو الثلاثاء القادمين، وبذلك، ستتحرر الحكومة الحالية من الأغلبية الضيقة، التي ترتكز عليها، لتصبح أغلبية من 67 نائبا من اصل 120 نائبا، وهي أغلبية قادرة على أن تضمن لنتنياهو الاستمرار في حكومته، حتى يوم الأخيرة، وفق القانون، اي في خريف العام 2019.
ولا يواجه نتنياهو أية معارضة من أحزاب الائتلاف على ضم ليبرمان وتوزيع الحقائب، فيما تقدر مصادر حزبية، أن يُجري نتنياهو تغييرات في الحقائب الوزارية، وحتى أمس، لم يكن واضحا ما هو قرار موشيه يعلون، فهل سيقبل بحقيبة الخارجية، التي يعرضها عليه نتنياهو، حسب مصادر في الليكود، أم يقرر الخروج من الحكومة كليا، ما سيؤجج خلافا أشد في داخل “الليكود”.
ويواصل المقربون من نتنياهو التفاوض مع المقربين من ليبرمان لادخال حزب اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف الذي يتزعمه الى الائتلاف الحكومي.
وتقول التسريبات من جهة والصحافة من جهة اخرى ان التوصل الى اتفاق بين الطرفين اصبح وشيكا.
ومع المقاعد الستة التي حاز عليها حزب اسرائيل بيتنا في البرلمان، سيحقق نتنياهو هدفه المعلن بتوسيع ائتلافه الحكومي الهش.
ومنذ فوزه في الانتخابات التشريعية في اذار/مارس 2015 لم يخف نتنياهو رغبته في توسيع غالبيته التي اتاحت تشكيل حكومته الرابعة، لكنها تقتصر على صوت واحد، الامر الذي يبقيه تحت رحمة شركائه في الائتلاف.
وعودة ليبرمان ، الذي شغل منصب وزير الخارجية بين (2009-2012 ثم 2013-2015) ، مثيرة للجدل لانه شخصية غير محبوبة لدى الاوروبيين والفلسطينيين.
وزير الدفاع الاسرائيلي الحالي يعلون
وزير الدفاع الاسرائيلي الحالي يعلون
وتثير عودة ليبرمان الى الساحة عددا من التساؤلات وقلق المجتمع الدولي فيما يتعلق بسياسة حكومة نتنياهو خاصة حول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. ففي 2015 اقترح ليبرمان “قطع الرأس بالفاس” عقابا لكل من لا يكن الولاء من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر للدولة العبرية.
كما انه بات مكروها لدى الاوروبيين عند توليه وزارة الخارجية حتى بعد استبعاده من المفاوضات مع الفلسطينيين. وهو من مؤيدي فكرة تبادل الاراضي بسكانها مع الفلسطينيين.

المصدر: وكالاتimage image

مقالات ذات صلة

إغلاق