اخبار اقليميه

إيرانيات يحلمن بحضور مباراة كرة قدم داخل بلادهن

إيرانيات يشجعن منتخب بلادهن خلال مباراة له في كانبيرا بأستراليا عام 2015 – أرشيف
شارك
طباعة المقال
راود عددا من الإيرانيات الأمل في حضور مباراة منتخب بلادهن الوطني لكرة القدم للرجال أمام المنتخب السوري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الثلاثاء الماضي على ملعب أزادي في طهران، وذلك بعد أن وجدن خانة لهن في تذاكر المباريات المطروحة للبيع على موقع الاتحاد الإيراني لكرة القدم. لكن لم تكتمل فرحتهن، إذ سرعان ما أعلنت السلطات أن هذه التذاكر بيعت لهن عن طريق الخطأ.

منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979، تمنع السلطات الإيرانية النساء من حضور منافسات رياضية أبرزها كرة القدم للرجال والمصارعة، وتبرر ذلك بالحرص على حمايتهن من أجواء الملعب وسلوك المشجعين الفظ.

وللاحتجاج على منعهن، تتجمع بعض الايرانيات خارج الملاعب أحيانا، أثناء المباريات، وقد تتسلل مشجعات إلى الداخل متنكرات بأزياء رجالية.

وإذا كانت السلطات تسمح للنساء بحضور منافسات رياضية أخرى، إلا أن هذا الحال قد يتبدل فجأة.

ففي عام 2014، صدر قرار بمنعهن من حضور مباريات الكرة الطائرة. لكن السلطات عادت ورفعت هذا الحظر بعد حوالي عامين وسمحت لهن بالجلوس في أقسام خاصة على المدرجات.

وتسمح إيران أيضا للنساء بحضور مباريات كرة السلة في أقسام خاصة بهن في الملاعب.

وتجيز السلطات للمشجعات الأجنبيات حضور المباريات، وانعكس ذلك في تواجد مشجعات سوريات على مدرجات ملعب آزادي في طهران حيث أقيمت مباراة المنتخب الإيراني الأخيرة مساء الثلاثاء الماضي.

أمل

مع الإعلان السبت الماضي عن طرح تذاكر للنساء لحضور المباراة، شعرت إيرانيات بالسعادة الغامرة لحضور مباراة كرة قدم للمرة الأولى، وبعضهن اشترين التذاكر ليس شغفا باللعبة، بقدر ما هي رغبة في خوض غمار تجربة الحضور في الملعب.

وقالت زهراء جعفر لصحيفة شهروند الإيرانية “شعرت أنني بحال لم أسجل اسمي (وشراء تذكرة)، سأضيع على نفسي حضور حدث مهم”، رغم تأكيدها أنها لا تتابع كرة القدم.

صدمة

ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلا. فقد أعلن الاتحاد الإيراني لكرة القدم الاثنين في بيان عدم وجود مخطط للسماح بمتابعة النساء للمباراة من الملعب، وأرجع ما حدث إلى “خطأ تقني”.

هذه الأمر سبب صدمة لبعض الإيرانيات، وتظاهرت حوالي 20 امرأة أمام الملعب، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.

وقالت فارناز (24 عاما)، الطالبة في جامعة أصفهان، إنها قطعت مسافة سبع ساعات لحضور المباراة، وكانت فارناز قد دخلت الملعب ذاته في نيسان/ أبريل الماضي متنكرة في زي رجل لمشاهدة مباراة لفريقها المفضل.

نائبات إيرانيات في مدرجات الملعب

لكن المباراة لم تخل من العنصر النسائي تماما، فقد أوردت وكالة أنباء الطلبة (إيسنا) أن وزارة الرياضة أصدرت تصريحا خاصا للنائبات الإيرانيات لحضور المباراة تلبية لطلب من النائبة طيبة سياوشي.

ونقلت عن سياوشي قولها “هذه المرة الأولى التي أدخل فيها ملعب آزادي لحضور مباراة… ويمكن للنساء أن يطالبن بهذا الحق”.

واعتبرت النائبة أن الدعوة “مؤشر تقدم”، وقالت لصحيفة اعتماد الإيرانية “علينا إسماع المسؤولين مطالبنا عبر القنوات المناسبة. ذهبت إلى الملعب لهذا الغرض بالذات”.

إلا أن نائبات أخريات رفضن هذا العرض، من بينهن بروانه صلاح شوري التي قالت لصحيفة شرق الإصلاحية “في وقت لا تجد نساء هذا البلد خيارا إلا التنكر في هيئة رجل لدخول الملعب، لا أريد بصفتي ممثلة لهؤلاء الأشخاص التواجد في الملعب بإذن خاص”.

وقالت “سأذهب عندما يصبح بإمكانهن أيضا الذهاب”.

وكتبت النائبة فطيمة حسيني عبر حسابها على تويتر: متى يتوقف هذا التمييز ضد النساء؟

وكتبت النائبة ناهيد تاج الدين أن “التمييز على أساس الجنسية” كان حاضرا خلال المباراة الأخيرة، في إشارة إلى حضور مشجعات سوريات، بينما لم تتمكن الإيرانيات من الدخول.

مشجعة سورية في مدرجات ملعب آزادي بطهران
مشجعة سورية في مدرجات ملعب آزادي بطهران
وعود بالإصلاح

في المقابل، ألمح وزير الرياضة مسعود سلطاني فر، حسب ما نقلت عنه وكالة تسنيم، إلى إمكانية السماح للنساء بحضور المباريات في المستقبل، فقد تحدث عن “تمهيد الطريق لحضور عائلات إلى الملاعب”، وأعرب عن ثقته بأن المشجعين “سيحترمون الحدود المتوجبة عليهم”.

ويعتبر ملف المرأة من أبرز الملفات التي تضمنتها حملة الرئيس حسن روحاني الأخيرة للفوز بفترة رئاسية جديدة، فقد وعد بإعطاء النساء المزيد من الحقوق، ولكن إيرانيين كثيرين يرون أنه لم يف بوعوده.

مقالات ذات صلة

إغلاق