اخبار العالم العربي

السودان.. دعوات لعصيان مدني ضد إجراءات الجيش ومجلس الأمن يجتمع اليوم لبحث الأزمة

دعا تحالف قوى الحرية والتغيير في السودان إلى التصعيد الثوري السلمي لإفشال سيطرة الجيش على السلطة في البلاد، وفي حين أسفرت المظاهرات عن سقوط 7 قتلى وعشرات الجرحى، يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة لبحث الوضع في السودان.

فقد رفضت قوى الحرية والتغيير في السودان ما سمته الانقلاب على السلطة، ودعت إلى عصيان مدني شامل والخروج إلى الشارع للتظاهر حفاظا على مكتسبات الثورة، ورفضا لإعلان المكوّن العسكري حالة الطوارئ وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية.

وقالت قوى الحرية والتغيير -في بيان- إن إعلان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان الانقلاب على السلطة وإلغاء عدد من مواد الوثيقة الدستورية، يعيد السودان إلى مرحلة المجلس العسكري الانتقالي.

وقال تحالف قوى الحرية والتغيير على تويتر إن الترتيبات تجري لفعاليات تصعيدية كبرى وملء الشوارع بالسودانيين في حشود غير مسبوقة.

بدوره، دعا “تجمع المهنيين السودانيين” إلى كسر حالة الطوارئ بحشود وفعاليات مسائية، ردّا على قرارات البرهان. وقال -في بيان- إن “البرهان كتب نهايته بيده، وعليه الآن أن يواجه غضبة شعب حررته ثورة ديسمبر من الخوف”.

كما دعا البيان لجان المقاومة والقوى الثورية المهنية والنقابية والمطلبية والشعبية إلى الوحدة ومقاومة الانقلاب.

من جهته، دعا عضو “لجنة تفكيك النظام المعزول” صلاح مناع من سماهم “الشرفاء في قوات الشعب المسلحة السودانية”، إلى الانحياز للشعب وتاريخه ونضاله وإلى مدنية الدولة.

وأضاف مناع -في تغريدة- أن الثورة مستمرة والردة مستحيلة، مؤكدا أن الثوار عادوا إلى المكان الذي أسقط (الرئيس السابق عمر) البشير، واليوم سوف يسقط البرهان، على حد تعبيره.

كما قال عضو مجلس السيادة السوداني محمد حسن التعايشي إن ما يحصل في السودان انقلاب عسكري، وأضاف -في تسجيل صوتي- أن على الشعب السوداني مقاومة الانقلاب بالطرق السلمية.

جلسة مغلقة

في الأثناء، قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيناقش على الأرجح الوضع في السودان في اجتماع مغلق اليوم الثلاثاء، بعدما طلبت بريطانيا وأيرلندا والنرويج وأميركا وإستونيا وفرنسا عقد اجتماع للمجلس.

وقالت وكالة الأناضول إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والنرويج وإيرلندا وإستونيا طلبت عقد جلسة طارئة للمجلس اليوم الثلاثاء، لمناقشة تداعيات الوضع في السودان، وأوضحت نقلا عن مصادر (فضلت عدم كشف هويتها) أن الجلسة ستكون مغلقة، وسيقدم الممثل الخاص للأمين العام بالسودان فولكر بيرتس إفادة إلى أعضاء المجلس عن تطورات الأوضاع.

ولم يصدر إعلان رسمي من مجلس الأمن حول عقد جلسة بشأن الأوضاع في السودان بعد قرارات البرهان.

قتلى وجرحى

وقالت مصادر بوزارة الصحة السودانية للجزيرة إن 7 قتلى و140 جريحا على الأقل سقطوا خلال تفريق محتجين تظاهروا ضد قرارات البرهان.

وبث ناشطون على مواقع التواصل صورا لمصابين قالوا إنهم تعرضوا لإطلاق الرصاص في محيط القيادة العامة، كما بثوا مقطع فيديو يظهر كثافة إطلاق النار من قوات الجيش السوداني على المتظاهرين، وإصابة أحدهم بشكل مباشر في محيط القيادة العامة بالخرطوم.

وقال متظاهرون في محيط القيادة العامة إن عناصر من الجيش أطلقوا النار على متظاهرين اقتربوا من أسوار القيادة.

وفي حي “جبرة” خرجت مظاهرات رافضة لحملة الاعتقالات التي قام بها الجيش، وفي منطقة “الكلاكلة” -جنوبي الخرطوم- انطلقت مواكب رافضة لما يسميه المتظاهرون انقلابا عسكريا.

كما خرجت مظاهرات في “شارع الأربعين” بمدينة أم درمان منذ ساعات الصباح الأولى.

وقد انتشرت قوات من الجيش والدعم السريع، وما تعرف بحركات الكفاح المسلح، وأغلقت الطرق المؤدية إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن متظاهرين أقاموا المتاريس وأحرقوا إطارات السيارات في شارع الجامعة وشوارع رئيسية أخرى بالعاصمة السودانية الخرطوم، وفي أم درمان.

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في مناطق متفرقة من الخرطوم وأم درمان، بعد حملة اعتقالات نفذتها قوات عسكرية مشتركة بحق قيادات حزبية ووزراء في الحكومة السودانية.

في المقابل، احتفى مناصرو “قوى الحرية والتغيير- الميثاق الوطني” المعتصمون أمام القصر الرئاسي في الخرطوم، ببيان البرهان وإعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء وإقالة جميع الولاة.

اعتقالات

وفي وقت سابق، قال مكتب رئيس الوزراء السوداني إن “قوة عسكرية اختطفت رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وزوجته”، واقتادتهما إلى جهة غير معلومة. وأوضح المكتب -في بيان- أن القوات الأمنية اعتقلت عددا من أعضاء مجلس السيادة والوزراء وقادة سياسيين.

ودعا مكتب رئيس الوزراء الشعب السوداني إلى التظاهر، واستخدام الوسائل السلمية لاستعادة ثورته من أي مختطِف، ووصف ما حدث بأنه يمثل تمزيقا للوثيقة الدستورية، وانقلابا مكتملا على مكتسبات الثورة.

وقال البيان إن حمدوك “هو القائد الذي قدّمته الثورة على رأس الجهاز التنفيذي، وأهون عليه أن يضحي بحياته على أن يضحي بالثورة وبثقة الشعب السوداني”.

كما قال فاتح عرمان، شقيق ياسر عرمان مستشار رئيس الوزراء السوداني، إن قوة عسكرية اعتقلت شقيقه من منزله. وأضاف -في منشور على صفحته بفيسبوك- أن ياسر عرمان اقتيد إلى جهة مجهولة.

ونشرت ابنة وزير الصناعة السوداني إبراهيم الشيخ صورا تظهر لحظة اعتقال والدها من قبل قوة عسكرية مشتركة، اقتحمت منزله فجر الاثنين، واقتادته إلى جهة غير معلومة.

إعلان البرهان

وقد أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ في البلاد، وتعليق العمل ببعض مواد الوثيقة الدستورية، في خطوة تلت إجراءات شملت اعتقال رئيس الوزراء وأعضاء في حكومته ومسؤولين آخرين، ووصفتها وزارة الإعلام بـ”الانقلاب العسكري المتكامل الأركان”.

وفي بيان بثه التلفزيون الرسمي اليوم الاثنين، أعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان حل مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء وإعفاء جميع الولاة ووكلاء الوزارات.

كما أعلن تجميد عمل لجنة إزالة التمكين إلى حين مراجعة أعمالها، مشيرا إلى التمسك باتفاق جوبا للسلام الموقع عام 2020.

وتعهد رئيس مجلس السيادة بالتزام القوات المسلحة بـ”الانتقال الديمقراطي” حتى تسليم الحكم للمدنيين من خلال انتخابات عامة، كما تعهّد بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة تستمر مهامها حتى موعد إجراء الانتخابات في 2023.

المصدر : الجزيرة + وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق