منوعات

أطعموني .. فقتلوني لا نريد شهيدًا آخر .

معركة_الامعاء_الخاوية #الشهيد_ليس_رقماً٬ #الأسير_ليس_رقماً

.

بعدما قبضوا علي طلبوا مني تصوير عملياتي الفدائىة التي أوجعتهم٬ مَثلتُ لهم إحداها٬ فكان الضرر لهم أكبر مما تخيلوه تم الحكم علي بالسجن مدى الحياة٬ حياتي النضالىة لم تكن هينة٬ حصلت على التوجيهي وأنا في سجونهم وتم اعتقالي بعد زواجي بعشرين يومًا وكانت محطات إعتقالي كثيرة٬ كان لي صولات وجولات في آلياتهم وجنودهم وألحقت بهم أضرار مرعبة وخسائر فادحة٬ إنضممت في عام ٦۸ لقوات التحرير الشعٮية٬ اعتقالاتي آخرها كان في سجن بئر السبع صورت لهم إحدى العمليات وتم حكمي بمدى الحياة٬ في السجن نظمت صفوف الأسرى وأعدت صياغة المفاهيم والحقوق للأسير وهذا لم يعجب السجان٬ تم نقلي لسجن نفحة هذا السجن المخصص للقيادات ولعزلهم عن باقي المعتقلين لتجنب عدم التأثير عليهم٬ ومن هنا قررت أنا والسجناء في نفحة الإضراب عن الطعام٬ وفي أيام قليلة تم إنضمام باقي المعتقلات للإضراب مما أدى لإصابة الجنود بالهستيريا والرعب٬ تم نقلنا من نفحة للرملة وتم اغرائنا ومقايضتنا لفك إضرابنا وكنا نرفض دائمًا٬ مما دعاهم لإستخدام أسلوب التغذية القسرية لفك الإضراب٬ تم تقييدي واقتيادي الساعة الثانية عشر عند منتصف الليل لغرفة التغذية وفي الساعة الرابعة فجرًا بعد التعذيب وإنهاكي ثم تم إجلاسي على كرسي وتثبيت قدماي ورأسي وتم إدخال انبوب يصل طوله لمتر وأكثر من أنفي بالقوة٬ قاومتهم واستطعت إبعادهم رغم الإنهاك لكن في النهاية استطاعوا أن يدخلوا الأنبوب من أنفي٬ الأنبوب لم يصل المعدة بل دخل للرئة٬ سكبوا الحليب الذي وصل لدجة الغيان في الرئة٬ ومن هنا كان هدفهم أن ما تمتنع عنه سيقتلك٬ سنحرق معدتك٬ شعروا بخلل ما وبدأت بالسعال والتقيؤ٬ كنت أتقيء دماء٬ أخذوني للمشفى وصوروني صورة أشعة وتبين أنهم سكبوا الحليب المغلي في الرئة٬ شرحوا لي حالاتي وخطورتها وأقترحوا علاجي مقابل فك الإضراب وقلت لهم : لن آكل لن آكل ..
الساعة الثانية عشر ظهرًا بتاريخ ۲٤-٧-۱۹۸۰ استشه.دت أنا راسم حلاوة بعد ۲۲ يوم من الإضراب٬ واستشه.د علي الجعبري واسحق مراغة٬ أطعمونا فقتلونا ..

هذه هي التغذية القسرية؛ قتل وليس إطعام ..!
وهذا هو الإضراب حرية وليس إنتحار ..
الرسالة كانت أني وباقي الأسرى أحرار بالفكر والقرار رغم وجوظ السجان٬ وأن مفهوم الأسير ليس جسدًا داخل زنزانة أو جسدًا محصور بين أربعة جدران ..

هذه الحرية اليوم تسمع بأصوات أمعاءهم الخاوية..
كايد الفسفوس ومقداد القواسمة وعلاء الأعرج وهشام أبو هواش وشادي أبو عكر وعيّاد الهريميّ
تجاوز إضراب بعضهم عن الطعام مائة يوم٬ وأقلهم ثلاثون يوم يقولون للسجان :
أيها الخاسر السجان الجائع المهزوم نحن الأحرار الفائزون المنتصرون٬ نحن السجانون وأنت المسجون٬ كبلنا جائعين فلا جوع يلوي صدورنا ولا عطش٬ ليس الطعام قوتنا٬ بل الحرية .

ويقولون لنا :
سننتصر٬ وستقولون لنا بالفم الميان هؤلاء هم الأسرى الأحرار٬ من انتزعوا حريتهم بأمعاءهم٬ كسروا الملاعق ومسكوا الشمس بايديهم..
✍ : محمد فخري التلاوي

#الحرية_للمقداد

#

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق