نشاطات

أحِنُّ الى مدرستي =========

أحِنُّ الى مدرستي
==========
هُنَا لا ماءٌ ولا نَهرٌ ولا بحرٌ
آلة وانا خلف مقودها
ذاهبٌ آيبٌ
لا شَمْس ارى ولا قَمَرُ
لا ترابٌ ادغدغُهُ بيدي
لا زرْعٌ ولا شجرٌ ولا ثَمَرُ
أبيت على أزيز ( مكيفات )
وآخر الشهر فواتير
لا تبقي ولا تذرُ
أُفكر كلّ يوم بالرحيل
فتثقلني سنين عمر
تناديني أيا هذا
كيف تلملم ذكرياتك
أما كنت فينا غضّ الشباب
فآوتك ديار نجد
اما لهواها ( نهيٌ عليك ولا أمرُ) ؟
فقلت بلى ، يعزُّ عليّ الفراق
ولكنني أحنّ لتراب ارضٍ
شممت ثراها أولَ مولدي
أَحنُّ الى زيتونة أحببتها
تمرغت على التراب في ظلها
داعبت أغصانها
قبلت حباتها
بعد الفجر
وقبل العصر
وريحانة أُمي
كانت زرعتها
جوار جرّتها
كنت اشمها كلما
اقتربت لاشرب من مائها
أحِنُّ لمدرستي وحديقتها
ورائحة الصنوبر والأرز
والمشي في عَرَساتها
وقرع الجرس وقت الفسحة
أحنُّ لرائحة المطر
عندما يتلاقح مع الارض
لينبت العشب ويُبَرْعِمُ الشجر
أحن لنومة على سطح بيتنا
وأنا انظر للنجوم والقمر
أصحو واذا الندى
قد بلل وجهي واللحاف
ولا تطويه أُمي حتى يطير الندى
أَحنُّ الى ثُغاء الشياه والطليان
عند التلاقي بعد عودتها من المرعى
في مغرب يوم ربيعي
أحنُّ الى مرج أخضر فيه السنابل…
ترقص ، تتمايل
في تناسق مع هبوب النسيم
لا تنحني الا اذا أثقلتها احمالها الذهبية
هنا عدت لنفسي لاتذكر
انا الشجر الذي كان اخضر
انا الزرع الذي كان يرقص ويتبختر
ولكني انا لا زلت انا
اعشق نخيل الرياض
وزيتون البلاد
أعيش هنا جسدا
والقلب في موطن الاجداد
—————————-
بقلمي : اسماعيل محمد العمرو
الرياض25/10/2016

 

مقالات ذات صلة

إغلاق