اقلام حرة

مناضل فتحاوي وآخر موديل

===== مُناضِل فَتحاويّ آخر موديل ====
كان أعمى البصيرَة فراحَتْ بنانُهُ تُفَتِّشُ عنِ العِطرِ بين تجاويف الضِّفَّتَيْن .
رَفَعَ بَنانَهُ إلى منخَرَيْه فتَراءَتْ لهُ الوَطَنيَّة باستِئناف التَّنْسيق الأمنيّ بين المَخْرَجِ والمَعْبَرَيْن .
سمعَ أجراسَ الكنائس ونداء الآذان فَصَمَّ أُذُنَيْهِ وقال : أعوذ بالله من مُنْقِذات الوضوء السُّفْلِيَّة
مَرَّتْ جنازَةٌ قالَ : ” لِمَنْ ” ؟ قيل : ” أشلاء طِفْلة كانتْ تُقَشِّرُ تُفَّاحة ! قال : ” أرجو ألاّ تكون قدْ أرْعَبَتْ ستَّ المِلاح ! ”
سمعَ سكرانَ يَرْوي نُكْتَة قائلاً : ” القُدْسُ عَروسُ عُروبَتِنا ” فأطْلَقَ النّار عليه وبكى مع الباكين !
تَلَمَّسَتْ يُمناهُ تجاعيدَ إليَتَيْهِ فَتَعَثَّرَتْ وما درى كيفَ استَقَرَّتْ إصْبَعُهُ الوُسْطى في مهاوي الكرامة الفلسطينيَّة . أعاد ها إلى منْخَرَيْهِ فأحسَّ بنشوةِ الانتصار !
رنَّ الهاتف الجوَّال , سمع ستَّ الملاح تقول : ” مَرْخَبا خَبيبي ” ! هاجَتْ مشاعره , ضَرَبَ لها سلامًا عسكريًّا . صاح بلهفة : ” أوامرك سِتّي ” . همستْ في أُذُنِه : ” كم أًخِبُّكَ خارِسًا لِخَدِّ ستِّ الملاخ ! ” . ضحكَ ضِحْكَتهُ البلهاء وغاب في بحرٍ من الأحلام حُدودُهُ الخدُّ الأسيل وتجاويف إليَتَيْهِ وفَتْحَتَي منخارِه . سبقَهُ حياؤهُ فقال : ” بِتْحِبَّيني ؟ ” جاءهُ صوتُها المُتَقَزِّز : ” قَدْ ما بِتْخِبّ القُدْس ووادي النِّسْناس والفنار والسّاعة ! ” احتجَّ مُتَلَعْثِمًا : ” يعني ما بِتْحِبَّيني ! ” ضحِكَتْ عبر الهاتف : ” طيِّبْ ما تِزْعَلْ خبيبي . أنا بخِبَّك قَدْ ما بِتْخِبّني ” نسيَ نَفْسَه : ياي ياي , باي باي !
راحَ في إغفاءة تَحْتَ قُبَّةِ الصَّخرة . همسَ المَنْبَرُ : ” الله أكبر , الله أكبَر ” . صحا من غَفْوَتِه . أحَسَّ بَلَلاً في سِرْوالِه , استَلمَ المِحْراب على حاله , صلّى رَكْعَتَيْن على غير طهارةٍ ووضوء , حَمَلَ بُنْدُقِيَّةً مَعْقوفَةً , عاد إلى وَكْرِهِ , راح في غيبوبةٍ حتَّى الصّباح !

مقالات ذات صلة

إغلاق