اخبار العالم العربيالرئيسية

(الحراك الشعبي الجزائري : إرادة سياسية وطنية وتجربة ثورية رائدة)

محمد جبر الريفي

. انتصرت أرادة الشعب الجزائري الذي قاد الحركة الاحتجاجية ضد إعادة انتخاب الرئيس بوتفليقة لدورة خامسة بسبب حالته الصحية وعجزه عن القيام بأداء وظيفته كرئيس في تسيير أمور الدولة. . بعد حراك شعبي استمر اسابيع شاركت فيه كل فئات الشعب من طلاب واساتذة جامعات ومعلمين ومحامين وقدامى المجاهدين اضافة الى كل الاحزاب السياسبة استجاب اخيرا الرئيس بوتفليقة لهذه الإرادة الشعبية التي كان شعارها السياسي الناظم إصلاح النظام السياسي الحالي وأعلن في رسالة بعث بها عن عدم ترشحه لفتح الطريق لعملية تغيير في نظام سياسي فقد فاعليته على المستوى الوطني والإقليمي والدولي و تراجعت فيه مرجعيتة الثورية بسبب سيادة طبقة سياسية تشكلت عبر السنين تحتكر السلطة السياسية ولا تعمل إلا لتحقيق مصالحها الفئوية الخاصة .. لقد ظل الحراك الشعبي سلميا ونقيا لذلك بقي بعيدا عن الاجندة الخارجية للقوى الاقليمية والدولية فلم ينحرف عن أهدافه التي انطلق من أجل تحقيقها كما حصل لثورات ما سميت بالربيع العربي التي انطلقت من أجل القضاء على إنظمة الاستبداد السياسي وتعميم الديمقراطية لكنها بدلا من ذلك أفرزت حالة تسودها الصراع الدموي على السلطة فقدت فيه الدولة الوطنية استقرارها السياسي … الدرس المستفاد من هذه التجربة الشعبية الجزائرية هي أن الإرادة السياسية الوطنية اذا ما توفرت في حركة الجماهير فإنها تحقق ما يريده الشعب من أهداف للمصلحة العليا مصلحة الوطن وعلى الشعوب العربية التي ما زالت ترزح تحت حكم الأنظمة الاستبدادية والتي ظلت بمنأى عن موجة ثورات الربيع العربي التي حدثت عام 2011 أن تحدو على نهج الحراك الشعبي الجزائري فتطيح بأسلوب الحكم الاستبدادي كما هو في نظام حكم العائلة الوراثي المعمول به في دول الخليج العربي التي تحكمها عائلات قبلية متخلفة معادية للديموقراطية وللتحرر السياسي والاجتماعي وتمارس الآن سياسية تطبيعية مع الكيان الصهيوني عدو الأمة العربية والإسلامية الرئيسي ..على ارض الواقع السياسي العربي الآن يشهد السودان ايضا حراكا شعبيا للإطاحة بحكم الرئيس البشير الاستبدادي الذي طال أمد حكمه حيث وصل إلى أكثر من ثلاثين عاما فقد فيه السودان وحدته الوطنية بانسلاخ الجنوب السوداني . على شعبنا الفلسطيني ايضا أن يستلهم هذه التجربة الجزائرية من خلال امتلاك هذه الإرادة السياسية الوطنية لإصلاح النظام السياسي الفلسطيني الذي يعاني من أنقسام سياسي خطير لم تنهيه الاتفاقات المتعدده ولا الأدوار السياسية المختلفة التي قامت بها كل من السعودية وقطر ومصر ولا المحاولة الروسية اخيرا وذلك امعانا برغبة القوى المستفيدة من استمراره بالتمسك بالمصالح الذي يحققها هذا الانقسام البغيض من مكاسب وامتيازات تنظيمية و فئوية وشخصية و قد يؤدي اذا ما أستمر هذا الانقسام إلى ضياع القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني في اطار ما يخطط لها من تصفية عنصرها الرئيسي تحسين الأحوال المعيشية للفلسطينيين بدلا من تحقيق حلا عادلا للقضية الفلسطينية يحقق الشعب الفلسطيني من خلاله حريته واستقلاله الوطني وعودة لاجئيه من دول الشتات ..تصفية تحوز بتفهم وقبول أطراف عربية قطعت أشواطا كبيرة في إجراءات التطبيع مع الكيان الصهيوني تقودها الولايات المتحدة الأمريكية انحيازا منها بشكل غير مسبوق للرواية اليهودية . .هكذا فالمشهد السياسي الذي جرى في الجزائر هو على المستوى الوطني حدثا ثوريا هاما يسجل في تاريخ الجزائر السياسي الحديث وعلى المستوى الإقليمي والدولي حلقة من حلقات نضال الشعوب تأكيدا على مقولة :حينما تعرف الجماهير طريقها تصبح قوة لا تقهر ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق