منوعات

لم يكن أباهم، ولم يكن عمهم، ولم تكن تربطهم به صلة قرابة.

لم يكن أباهم، ولم يكن عمهم، ولم تكن تربطهم به صلة قرابة. لكن بالنسبة لتسعة أطفال تركهم القدر خلفهم، أصبح هو الشيء الوحيد الذي ما زالوا يعتمدون عليه.

اسمه ماركوس بيل. رجل هادئ، لعب كرة القدم الجامعية سابقًا، وقضى عقدين من الزمن يعمل في متجر للأدوات المنزلية. عاش وحيدًا. بلا زوجة، بلا أطفال. حتى يوم الكارثة التي هزت المجتمع بأسره.

6 فبراير 2021. كانت عائلة سيمونز – والدا تسعة أطفال صغار – عائدين إلى منازلهم من رحلة نهاية أسبوع شتوية عندما اصطدمت شاحنتهم ببقعة من الجليد الأسود. لقي الوالدان حتفهما على الفور. شاهد الأطفال، في سيارة ثانية، ما حدث من الخلف. فقدوا كل شيء في لحظة.

مع عدم وجود أقارب قادرين على استيعاب الأطفال التسعة معًا، استعدت الولاية لتقسيم الأشقاء إلى دور رعاية منفصلة. حينها دخل ماركوس – الذي لم يكن يلوح للعائلة إلا من خلف مقعد الكنيسة – قاعة المحكمة وقال: “سآخذهم جميعًا. عليهم أن يبقوا معًا.”

وصفه الناس بالجنون. لم يكن ثريًا. لم يكن يملك حتى سيارة كبيرة بما يكفي. لكنه يومًا بعد يوم، كان يُحقق أحلامه. باع شاحنته واشترى شاحنة مستعملة تتسع لـ 15 راكبًا. كان يعمل ليلًا. يُطهى الفطور صباحًا. يُضفّر شعره. يُساعد في واجباته المدرسية. يتعلم تهويدات النوم وكيفية خياطة أحزمة حقائب الظهر الممزقة. كان يبكي في صمت معظم الليالي – ولكن ليس أمامهم أبدًا.

بعد عامين، أطلقوا عليه لقب “أبي”. فاجأوه في عيد ميلاده بأحضان جماعية وبطاقات مصنوعة يدويًا تحمل عبارات مثل: “لم تُعطنا الحياة. لكنك أعدتها إلينا.” قد لا يعرف العالم ماركوس بيل أبدًا. لكن بالنسبة لهؤلاء الأطفال التسعة – فهو كل شيء.

أحيانًا، العائلة ليست صلة الدم، بل الشخص الذي يختارك… عندما يبتعد عنك العالم.

#إبراهيم_الجريري

إغلاق