مقالات

يجب صهر كل القوميات والأعراق في بوتقة المواطنة الصالحة

الدكتور صالح نجيدات

مبنى المجتمعات العربية من المحيط الى الخليج  مبنى قبلي وطائفي ,  مكون من اعراق وقوميات كثيرة ,   وكذلك المجتمع الفلسطيني  , وهذا المبنى يصعب جدا تفكيكه , أو تغييره ,  وهذا  أثر كثيرا على تربيه  الفرد الذي يعيش  في  أجواء  هذه المجتمعات والتي  اساسها الانتماء الى القبيلة  أو الطائفة  ,  فيصعب على الفرد التحرر من هذه التربيه  والأفكار  والقيود , لان  هذه الكيانات  التقليديه هي الحاضنه والحامية  له من الاخطار والداعمة له من ناحية اقتصاديه , ومن هنا نرى ان ولاء الفرد الى القبيلة  أو الطائفة  اكثر بكثير  من ولائه  الى الوطن ,   والصراعات والحروب الاهلية في الوطن العربي أثبتت هذا  الواقع  , فالدول التي تدور بها الحروب الاهلية  تفككت الى قبائل وطوائف  ويصعب  بناء هذه  الدول  من جديد  كدول حضاريه  مبنية على مؤسسات  مدنيه وقوانين وضعيه  , وللأسف الانظمة  العشائرية  والعائلية التي حكمت  الوطن العربي في العقود المنصرمة لم  تعمل  خلال حكمها  على صهر  هذه القوميات والأعراق في بوتقة المواطنه الصالحه ,  بل غذت هذه  النعرات , وبالاضافه  الى ذلك  وبالرغم  من وجود مئات الالاف من المساجد ورجال  الدين , والازهر ,  لم يستطع الدين الاسلامي الذي حارب القوميه  والتعصب  القبلي من التأثير وتغير الوضع في المجتمعات العربية والاسلامية  وتخليصها   من رواسب الجاهليه  , بل اليوم وضع العرب اصعب بكثير  مما كانوا  عليه في العصر الجاهلي , ومن هنا يسهل على اصحاب النوايا الخبيثة والقوى المعاديه للعرب  اثارة  الفتن  والقلاقل والنزاعات  بين مكونات الشعوب العربية , وهذا ما حصل لهذه  المجتمعات من انهيار  وانتحار نتيجة الحروب الاهلية .

 قيم العشيرة لا تزال حاضرة ومتجذّرة بقوّة في وجدان الفرد العربي  وممارسته ، ولا تزال رافداً  شبه أساسي في معاملاته السّلبية أو الإيجابيّة مثل قيم النّخوة والكرم والشّهامة ، كما أنها لا تزال تشكّل ناظماً اجتماعياً للحقوق والواجبات.

المبنى القبلي وكثرة القوميات والأعراق والمذاهب والطوائف يجعل من المستحيل  توحيد ألامه العربية  في هذه الظروف  , إلا في حالة واحده  وهي ,   خروج  الحجاج ابن يوسف الثقفي  من قبره  للسيطرة على هذا الانفلات  الموجود  لرأب الصدع  وتوحيد ألامه  , فمن منكم يملك الحل أو المعادلة لجعل المجتمعات العربية تتنصل من تبعيتها القبلية او الطائفيه وتنتقل الى مجتمع متحضر  قبل خروج الحجاج ابن يوسف من قبره ,  له جائزة مليون ليرة ذهب !!!

الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق