مكتبة الأدب العربي و العالمي

تبرير وضيع بقلم المخرج انيس القصاص

تبرير وضيع

اصبح الواحد فينا شجرة سنديان متفرعه فى بلاد الاحباب والخيمه تكبروالوطن يحتل مساماتنا الداخليه ويتمسمر فى وجداننا ويعانقنا بحرقه المشتاقين.
الخيمه تكبر لتسمى وطنا للمهاجرين والمشتتين والمكلومين
الخيمه تكبر وتتسع نحو فضاءات عليا
ونحن اصبحنا مجرد ارقام فى بطاقات التموين .. مجرد اشوِله من الدقيق والارز توزعه وكاله الغوث كالبقية من مهمشى العالم الثالث
الخيمة تكبر والاشجار عند سفح الجبل تلاشت واندثرت بفعل النار , فعندما يشتد الصقيع يحلو لنا ان نمسك معاولنا ونصدر كل قلقنا نحو الاشجار المسكينه التى ليست لها ذنب سوى انها واقفة فى وجه الريح..يحلو لنا ان نسدد لها الضربات كخطوة استباقية حتى ننجو من تانيب الضمير ..حتى ننجو من تقصيرنا
نحن الذين لم تنقطع اذاعاتهم عن الارسال.. لم نستقبل سوى الفوضى والعهر والرذيله واخيرا
وبكل فخر وعنجهية نسدد رمياتنا كفوارس لاينفض لهم غبار نحو الاشجار ..نعم هى وحدها المتهمة ونحن الاقوياء
نحن المبررون دونما انقطاع
نحن المتشدقون باللغه الفصحى ستين عاما دونما انقطاع
لم نخرج من ديارنا هكذا بكل سهولة
لقد قاتلنا بكل جسارة حتى نفذت ذخيرتنا
لم نستسلم واعقاب البنادق الشاهد الوحيد, واكفنا دميت وهى تلوح بالسيوف العنترية ذات اليمين وذات الشمال
لم نتوقف
نعم لم نتوقف حتى حملتنا العربات ومضت دون ادنى امل بالعودة
وهذه الاشجار اللعينه تتحدانا ..لابد من اجتثاثها من جذورها واقتلاعها لتصبح وقودا للنار نستدفىء بها فى ليالى الشتاء القارص.. نتجمع حولها منذ ستين عاما
نقص حكاياتنا واساطيرنا على طريقتنا الفلسطينيه ..نغرق فى الذكريات حتى الثمالة ورائحة الميرمية تعبق المكان المكان والذكرى تنمو وتتسامق مع فيافى وهضاب الوطن الذى تركناه قسرا وماعدنا اليه
بعد ستين عاما
نهوى فى بئر بلا قرار
فالقرار صعب ومتعب
تقرر عوالمنا السفلية مانكون ؟
تقرر من نحن ؟
لاجئون بعد الهجرة الاولى ..مهاجرون بعد الثانية
تقرر خبزنا وطعامنا
تقرر مسكننا ووضعنا
تقرر ذواتنا وانفسنا
تقرر نوع احزمتنا واحذيتناimage

مقالات ذات صلة

إغلاق