مقالات

الحلم الغريب . / جمال شدافنة

كان ذالك في ساعات عصر احد ايام الماضي السحيق لا يزال محفورا في ذاكرتي .
دخلت البوابه الحديديه الى ساحه بيتنا القديم بعد ان انهكني التعب من اللعب مع اقراني اولاد حارتي فأضطجعت على سرير قديم لابي تحت الداليه وفي لحظات كنت اغط في نوم عميق وكأني انتقلت الى عالم اخر فخيل الي اني قد افقت من نومي فدخلت البيت فلم اجد احدا وخيم صوت رهيب على الحاره ترى اين العائله اين ذهبوا ؟
فجعلت اتجول في الحاره اين الجيران اين الناس؟
ترى هل قامت القيامه وانا نائم ولكن كيف وهذه القطه ما زالت حيه؟
ما لها تنظر اليي هكذا ؟ فقلت في نفسي ليتها تستطيع ان تتكلم فسارت الى جانبي وكأنها تبحث معي !!
البيوت فارغه السيارات متوقفه مفاتيحها بداخلها اين اصحابها ؟ اختفوا وكأن الارض قد ابتلعتهم !
ركبت احداها فقفزت القطه داخل السياره وهي تنظر اليي نظرات غريبه !
تجولت في شوارع القريه ابحث عن اي شخص اسأله لا اثر احد فتحركت لديي فطره الطمع في الانسان فقلت في نفسي استطيع ان اخذ كل شيئ ولا يشاركني فيه احد فلأذهب الى مصرف القريه دخلت والقطه ورائي ما هذا اين الموظفون ؟
اين الزبائن ؟
الادراج مفتوحه وربطات النقود متروكه فأخذت كيسا كبيرا وبدات اعبئه بربطات النقود وكأني في سباق مع الزمن حتى امتلأ عن اخره والقيته داخل السياره والقطه ما زالت تلاحقني !
ثم توجهت الى المدينه المجاوره ودخلت السوق ما هذا المدينه فارغه ايضا
والحوانيت مفتوحه اين اصحابها ؟
دخلت حانوتا للملابس واخترت اجمل الثياب واثمنها
والقيت الاكياس في السياره ثم توجهت الى احد المطاعم الفاخره ترى اين اصحابه اين الزبائن ؟؟
جلست على المقعد ووضعت على الطاوله الذ انواع الطعام والشراب وافخرها والقطه تجلس بجانبي واكلت بنهم والقيت الى القطه بقايا الطعام فشعرت بالتخمه
ثم عدت الى السياره وجلست القطه امامي ما زالت تنظر اليي وعدت قافلا الى القريه دخلت الحاره مره اخرى فقلت في نفسي امتلكت الاموال ولبست افخر الثياب واكلت اجود انواع الطعام ولكني اشعر بوحشه تكاد تقتلني ما فائده كل ما املك وليس لي ونيس ولا انيس ؟
اريد ان اكلم احدا وكدت اصاب بالجنون !
واذا بيد حانيه توقظني وتقول لي : قوم يما نام على تختك
فأحتضنتها وقلت لها اريد ان نتكلم امي نتكلم كثيرا اشتقت اليك وهي تنظر اليي باستغراب !
ثم خرجت الى الحاره فوجدت اقراني يجلسون عل جدار منخفض فقلت لهم اشتقت اليكم أصدقائي
اشتقت اليكم كثيرا وهم ينظرون اليي باستغراب وقالوا لي : ما ذا جرى لك فأنت لم تغب عنا الا ساعه من الزمن !
وهبت رياح ساعات العصر فحركت زوبعه من التراب تدور وتحمل الغبار وبدات اصوات الناس تسمع من الشبابيك
من خواطري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق