اقلام حرة

قامت الصحف عام 1987 م بنشر خبر عن رجل يدعى ستيف ورثستين ،

مجاهد المار

هذا الرجل قام بشراء تذكرة تسمى التذكرة الذهبية ، وكانت من شركة خطوط الطيران الجوية في أمريكا ، تسمح هذه التذكرة بالتنقل والترحال مدى الحياة لأي دولة بسعر 250 ألف دولار ، مع ميزة تذكرة أخرى لمرافق بقيمة 150 ألف دولار وقد اعتقدت شركة الطيران أنها بذلك قد حققت صفقة رابحة للغاية ، ولكن للأسف فإن ظنهم قد خاب تماما ، حيث أن هذا الرجل قام بحجز رحلات تتعدى تكلفتها ملايين الدولارات بتذكرته الذهبية ، وكانت أغلب سفريات ستيف ورثستين من أجل الذهاب لمطعم معين وتناول وجبات الغداء أو الإفطار فيه ، أو السفر بهدف مشاهدة مباراة معينة وهكذا ، باختصار كانت سفرياته لأجل التنزه أكثر منها للعمل الجاد ، جن جنون الطيران الأمريكي بسبب كثرة رحلات هذا الرجل ولأسباب لا تستدعي ذلك ، مما جعل الصحف تكتب عنه .
ليس الأغرب أنه كان يسافر لأسباب يعتبرها الكثير أنها تافهة أو لا فائدة منها ، بل أيضا كان في كثير من الأحيان يأخذ بعضاً من المشردين ليكونوا مرافقين له في السفر ، وهناك بعض المشردين كان الهدف من جعلهم مرافقيه في السفر هو إيصالها إلى بلدهم ، والأغرب أكثر كان بعض الأحيان يحجز طائرة ولا يسافر ، فقط لمجرد الحجز ولا يحضر إلى مقعده في الطائرة للرحلة ، كان ستيف يسافر أيضا بغرض شراء وجبة طعام لزوجته من بلد معين ويعود حاملاً هذه الوجبة في نفس اليوم ، كل ما فعله ستيف بالفعل يبدوا غريباً ، فهو رجل يمتلك المال ويسافر في أي وقت وفي كل البلدان ، ولما لا وهو مالك تذكرة ذهبية تتيح له السفر مدى الحياة .

قال ورثستين بأن السفر ليس مرهقاً بل إن الإرهاق هو في تحضير الحقائب المخصصة للسفر فقط ، فقد سافر طيلة حياته بهذه التذكرة الذهبية إلى 18 دولة مختلفة من دول العالم ، وكانت المدة التي زار فيها وسافر هذه البلدان هي عشرون عاماً ، فقد سافر ورثستين إلى كندا وسافر إلى إنجلترا ما يقارب من ال500 مرة ، بينما سافر إلى دولة أستراليا عدد 70 مرة ، فيما سافر إلى الصين 120 مرة ، وقد كلف خطوط الطيران الأمريكي خسائر تم تقديرها بحوالي 21 مليون دولار .

بعد الخسائر التي تكبدتها خطوط الطيران بأمريكا والتي كانت حصيلتها 21 مليون دولار ، قررت إنهاء تذكرة ستيف الذهبية ، حيث فوجئ ستيف في يوم 13 ديسمبر في عام 2008 م وهو متجه للسفر مع إحدى أصدقائه أن شرطة المطار تقوم بإيقافه ومنعه من الصعود للطائرة ، وأخبروه أن التذكرة الذهبية لم تعد سارية ، مما جعله يشعر بحالة من الصدمة التي أوصلته إلى رفعه قضية على خطوط أمريكا الجوية مدعياً بتدميرها لحياته ، وبعد سير القضية فترة تم الحكم في النهاية بتعويض ستيف بمبلغ 3 ملايين دولار وإعادة سريان التذكرة الذهبية له بالمجان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق