مقالات

تسريبات للتقرير الختامي لهيئة الحقوق والكرامة / الاعلامي المعز بن رحب

أثارت تسريبات للتقرير الختامي لهيئة الحقيقة والكرامة، موجة جدل في تونس، بعد حديث عن تطويع نظام المخلوع بن علي أكثر من 40 ألف مخبر للتجسس على المعارضين وأقاربهم.
وفيما تستعد الهيئة -هيئة مستقلة أوكلت لها مهمة النظر بمسار العدالة الانتقالية بعد الثورة- لنشر تقريرها الختامي بعد عرضه على كل من رئاسات الجمهورية والحكومة ومجلس النواب، بدأ الجدل يتصاعد بين الأوساط السياسية والشعبية حول هوية هؤلاء المخبرين، وطبيعة عملهم، وكم يتقاضون
وأكد مصدر من هيئة الحقيقة والكرامة في تصريح اعلامي نقله موقع “تونس الآن” أن التقرير سيكون صادما في بعض جوانبه سيما المتعلقة بالعدد الكلي للمخبرين الذين تورطوا فعليا في ارتكاب جرائم ضد معارضين زمن بن علي، مرجحا أن يتجاوز العدد الأربعين ألفا.
وأضاف: “جزء كبير من منظومة شبكة المخبرين التي جندها بن علي ضد معارضيه، تتعلق بأعضاء منخرطين في اللجان المركزية للحزب الحاكم المنحل، وهم موزعون بكامل تراب البلاد، وكانت مهمتهم التجسس على المعارضين وأقاربهم”.
وشدد على أن هيئة الحقيقة والكرامة أحالت للدوائر القضائية المختصة أسماء الآلاف من المتورطين بانتهاكات ضد المعارضين فترة المخلوع.
وكان نشطاء التواصل الإجتماعي قد تداولوا وثائق مسربة إبان الهجوم على مقرات الحزب الحاكم سابقا خلال الثورة، تتعلق بأسماء مخبرين برتبة مرشدين أو “قوادة” جندهم المخلوع لهاته المهمة مقابل مكافآت مادية.
وبحسب مراقبين، فإن الاستراتيجية التي اتبعها المخلوع تجاه معارضيه بالرغم من إحكام قبضته الأمنية على مفاصل الدولة والشعب لم تكن كافية، لينطلق في بناء شبكة مخبرين من مختلف القطاعات الأمنية والحزبية والشعبية لم تستثن المعارضين من الإسلاميين واليساريين.
وبهذا الخصوص، أكد القيادي في حزب التيار الديمقراطي والمعارض السابق في عهد بن علي محمد عبو لـ تونس الآن أنه كان أحد ضحايا هاته الوشايات من خلال تجنيد نظام المخلوع العشرات من المخبرين بالترغيب أو بالترهيب للتجسس على بيته وعائلته.
وشدد على نجاح بن علي في سيطرته على التونسيين بأساليب أمنية مفزعة وتحويل بعضهم بشكل طوعي أو عبر التهديد لعيون النظام التي لاتنام، ما يدفعم للوشاية بجيرانهم وأقاربهم بالترهيب واستعمال العنف.
وأوضح أن تجارب الأنظمة الاستبدادية في العالم وليست فقط بتونس، أظهرت تطويع الحكام جزءا من الشعب وتحويله إلى كتائب من المخبرين، لكنه شدد خصوصا على بعض الذين تلقوا أموالا مقابل هذه المهمة القذرة والتي ترتقي لمستوى الجريمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق