الرئيسيةالمنصة الدولية زووممنظمة همسة سماء

وحيدة_في_الغابة النصف الثاني والأخير

ركضت أليها كالغريق الذي يتعلق في قشة , و دخلت هذه الغرفة الصغيرة الذي لديها سقف من جذور الشجر و ليس لديها باب , دخلت و جلست فيها و هي تشعر بالراحة والامان قليلا , لكن هذا الشعور بالأمان لم يدم طويلاً  ,لقد رأت ما  أفزعها  حين أبرقت السماء وأضاءت  لها  المكان وهو عريشة صغيرة مبنية من اعواد خشبية  وما هي إلا  لحظات  بدأت جذور الشجر  بالتحرك على سقف العريشة  بالتحرك  , لإغلاق  باب  هذه العريشة  , و في نفس اللحظة سمعت صوتا مخيفا يضحك بصوت عالي , قفزت  خارج  العريشة قبل ان تكون حبيسة الجذور.  ركضت  بأقصي سرعة , لكن الجذور لحقتها وأمسكت بقدميها و قامت بسحبها اليها , لكنها قاومت الجذور و هي تحاول  جاهدة الافلات منها بضربها بقدميها ,وأخيرا  تركتها الجذور من شدة المقاومة وابتعدت عن تلك الجذور الغريبة , تابعت  السير سريعا و هي خائفة وتنظر خلفها , ظناً  منها ان الجذور تلاحقها , والخوف يملأُ قلبها  أنهكها  التعب من السير  الطويل , وقفت لتلتقط   أنفاسها من شدة التعب  والخوف , وفي تلك  اللحظة سمعت صوتا من خلفها يقول ” زائرة جديدة ! ” , وقفت و هي ترتعد خوفاً من هول  ما سمعت  , ثم نظرت خلفها  لتجد إمرأة  عيناها شديدة الاحمرار  , وجهها يشبه البشر مرتدية رداء اسود نظرت اليها بعين الريبة   , ثم أطلقت لساقيها فراراً من المكان  تابعت الركض  وهي تنظر خلفها فتعثرت  ووقعت في حفرة واصيبت بالجروح , وقفت  وهي تتألم من أصابتها و تنظر الي الجروح الذي أصابت جسدها , لكن في هذه اللحظة سمعت صوتا جعل جسدها يهتز , كان صوت فحيح ألثعابين يأتي من أجناب الحفرة , نظرت عن يمينها و رأت ثعبانا لونه كلون أشجار الغابة و يوجد علي جسده رسومات وردية , عيناه تلمعان بالشر و هو يقترب منها , و نظرت عن شمالها و رأت نفس الثعبان , قامت بسرعة و هي تحاول الفرار و الخروج من الحفرة والثعابين تقترب  منها , وبينما هي تحاول الخروج لدغها احد  الثعبانين  في قدمها , فصرخت  من شدة الألم وحاولت بكل قوة الخروج , و بالفعل خرجت بصعوبة شديدة و وقعت علي الارض من شدة التعب والألم  من جراء لدغة الثعبان  احست بالثعابين. تزحف نحوها  , فنهضت  وهي تحاول الفرار رغم أصابتها , و استمرت حتي رأت منارة الغابة تطل علي أرض خالية من الاشجار , و هذا شجعها علي الجري  بسرعة ناحية المنارة لانها تذكرت شئيا ما , وعندما وصلت لهذه المنارة علمت انها إهتدت   الي مكانها و عادت لطريقها , لانها رأت المنزل , المنزل الذي تركت فيه اطفالها , غمر  الفرح والسرور  قلبها رغم ما حدث لها ,إتجهت  نحو منزلها حيث تركت اطفالها  اقتربت. من المنزل لتصيبها الصدمة باب منزلها مفتوح  ,
وعندما  دخلت لم تجد اطفالها بداخل المنزل !!, صرخت بأعلي صوت تبحث عنهم  يمينا و يسارا وتنادي عليهم , لكن لم تجدهم في اي مكان حول المنزل ! , ذهبت و هي تسير بصعوبة ناحية الغابة والقلق و الخوف كاد ان يوقف قلبها علي اطفالها , كانت تنادي عليهم و هي تركض في الغابة بحثاً عنهم  , لكن لا حياة لمن تنادي , جسدها أصابه التعب  من لدغة الثعبان ولم تعد تقوى على السير   والسم يجري في عروقها , وبدأت حرارة جسمها بالارتفاع   ,ومع مل ذلك واصلت سيرها. بحثاً عن اطفالها  و تنادي عليهم عسى ان تجدهم لكن بعد فترة لم تعد تقوى على السير  فوقعت على الارض مغشياً عليها   بعد برهه   عادت لتستجمع قواها وتابعت بحثها عن اطفالها  وفي كل مرة تسقط على الارص   تقاوم ضعفها  وتقف علي قدميها , أمسكت في جزع شجرة واستندت عليه وتابعت بحثها.  ومن شدة الارهاق لم تعد الرؤيا واضحة لديها فارتطم رأسها بجذع شجره وسقطت مغشياً عليها  لكن  قبل ان تفقد الوعي  تماما و تغمض عينها عن الدنيا , كانت تسمع صوت اقدام تقترب منها بسرعة , أغمضت عيناها و فقدت الوعي تماما , شخص ما ينادي عليها لتفيق , كانت تسمع الصوت وكانه حلم , لكن فتحت عيناها بصعوبة وفاقت و رأت الشخص الذي ينادي عليها , كان زوجها , تكلم وقال لها بحزن ” أعتذر لك يا عزيزتي ” ,فحملها  بين ذراعية قال لها بحزن ” ما الذي أصابك يا عزيزتي ؟ ” , لم تسطيع الرد عليه الا بجملة واحدة ” هل رأيت الاطفال ؟ ” , رد عليها زوجها وقال ” الاطفال بخير لا تقلقي , عندما رجعت الي المنزل ولم اجد الا الاطفال , قلقت عليك و خرجت انا والاطفال نبحث عنك , هيا يا عزيزتي لنهرب من هذه الغابة الملعونة ” , نهضت وقامت بصعوبة و هي تستند علي زوجها , الزوج كان في حالة من القلق على وضعها الذي يزداد سوءاً   , , قالت له زوجته بصعوبة و هي لا تقدر علي الحديث ” أين كنت ؟ ” , نظر لها وقال ” لا ترهقي نفسك يا عزيزتي , سأحكي لكي كل شئ ” , كان ينطلق و يجري في الغابة و هو يقول لاطفاله ” هيا أسرعوا ” , وكأنه كان يهرب من شئ يطارده , كان ينظر لكل طريق يسلكه و كأنه يبحث عن طريق العودة  أمضوا   وقتا طويلا حتي وصلوا الى  مكان يطل علي البحر , صار ناحية البحر , و كان يوجد مركب في البحر و ركبا فيه و أجلس زوجته بجاوره و هو يحاول ان يعلم ما أصابها ! , قالت له زوجته للمرة الثانية بحزن ” أين كنت ؟ ” , رد وقال لها ” كنت مسجونا في تلك الغابة الملعونة , الذي قرأت عنها قبل أن أتي اليها  غابة من يسكنها يعيش في الجنة , لكن عندما أتيت علمت ان من يسكنها يعيش في الجحيم ” , كان يتكلم و هو يتألم  لما حدث لزوجته فقد حدث له ايضاً  , نظرت له زوجته نظرة حزن ” و قالت حمداً لله علي سلامتك ” , قالتها بصعوبة وهي تحاول ان تلتقط أنفاسها و كأنها تودع  الحياة أجابها زوجها وهو يعتريه القلق على زوجته  ” قلقت عليك كثيرا يا حبيبة القلب و الروح ” , ابتسمت له ابتسامة يعتريها التعب و الارهاق واقتربت منه وقالت له ” أشتقت اليك يا زوجي العزيز ” , فحضنها و هو يبكي ,  وفارقت بعدها الحياة , و عندما علم انها فارقت الحياة و هي تحتضنه ,انهمرت دموع الحزن وألم الفراق من عينيه وبكى على فراق زوجته بكاءاً  حاراً هذه الزوجة المخلصة التي جاءت معه للغابة دون ان تعترض وفقدت حياتها من اجل اطفالها

من قصص حكايا العآلم الآخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق