مقالات

التماهي الصوت المنفلت

كتب- عدنان ابو أندلس لهمسة سماء ألثقافهimage

التماهي الصوتي المنفلت
قصيدة ” البرق ” للشاعرة البحرينية –زهرة المذبوح
عدنان ابو أندلس
في الحياة اليومية المعاصرة ، أشياءَ وحالات تتماثل أو تتماهى بتشكيل مشابه لحالة أُخرى ، من حيث الشكل والهيأة –اللمعة – الومضة –التوهج –الإضاءة –هذه المرتكزات التي تشكل مع قرائنها تفاعلات آنية قابلة للتلاشي ،فلبرق –حالة إضاءة لحظوية لامعة لايمكن الإمساك بها –الكرة \ البرق ،تشابه شكلي –فتكرار الجميلة قد يأتي بتأكيد لشحن الذهن بالتوهج والإضاءة واللمعان ،لكنهة الشيء الراسخ ،ألا وهو الشيء العيني فقط ” البرق ” :
ذلك الشيءُ الذي لايمسك
الشيء ذاك ….لايمسك
ككرات صغيرة ضوئية ملونة
تتراقص أمامي
تشحن رقصاتها أمامي
يغادر
لمجهولية كنهة عبرت ، قد كان التعبير اللائق لهُ ، الشيء غير الظاهر – المرجو –ربما هو الشبح في ترائي النظر ، لايمكن الإحاطة بهِ ، الإمساك ،لمعة خاطفة للبرق ،جاءت تأكيدية بتكرار معاكس كي تزيد من التأكد ذلك الشيء ، الشيء ذلك \ البعيد\ الخاطف ،أمام العين ثم إختفى ، كاف التشبيه –تستنطق الشيء ، هذا الضوء اللامع يتراءى للمشاهد ، الناظر بلونية واحدة ،غير أن المجموعة للألوان تتراقص لبرهة وتختفي لحظتها ، تتماوج بحركات كأنها رقصة ملونة لجمع من حركات بالفرح وإيقاع منغم ذاتي ، وبعدها تختفي \ تغادر –تطفأ حال إكمالها تفريغ الشحنة ذاتها :
ولايمسك
يتمدد كالوقت في ذاكرتي
لكنهُ لايمسك
تبقى آثار توجاته في الفضاء
بيني وبينهِ ، تضمها عيوني
ويغرد لها قلبي
وتفتت وراء جدرانها – بذوري
يعاد إلى الشيء \ محور النص المتسربل بغموض وعتمة غير معلنة ذاتها ، فتمدد الشيء في الذاكرة \محسوس \ناتج علمي –تجريبي –ذهنياً راسخ ، من رؤى عيانية لمعت في الذاكرة وترسخت ذهنياً بنمو بحالتها المثالية في فضاء مسارب النظر ن نعم الإغماضة تكبس آخر مشهدية العين من النظر ، وتزرع بذور التوهج لإضاءة أعماق النفس بنور ساطع يشتغل توهجاً كلها ذكر الإسم ، فالرسوخ إستجلاء عيني لذلك المشهد –البرق –حصيلة الإضاءة النهائية .
كركوك 18-3-2015 .

مقالات ذات صلة

إغلاق