مكتبة الأدب العربي و العالمي

يوم الطالب. قصة ؛ ازدهار

بقلم ازدهار عبد الحليم

ازدهار طالبة في الصف الثالث الابتدائية . هادئة خجولة ، تحب أن تشترك في فعاليات المدرسة .
لكن لسوء حظها  لم يتم اختيارها باحتفال يوم الطالب للاشتراك بالفعاليات.
انشغل كل من في المدرسة للتحضير والدعوة للاهالي .
بعد كل التحضيرات للاحتفال بيوم الطالب .ذهبت إزدهار  للمدرسة  كالعادة   بظفائرها  الجميلة   وثيابها النظيفة صحيح أن  ازدهار طفلة لكنها على الدوام طفلة أنيقة  .
لم تدري إزدهار  أن الحظ سيحالفها هذا اليوم  وستنشد نشيد المدرسة  .
بدأ الاحتفال بوجود الاهالي والطلاب والمعلمين .
جلست  إزدهار  على كرسيها مع مجموعه صفها .
مستمتعه بأداء الطلاب لما يقدموه من القاء ومسرحيات وخطاب .
فجأةً  تقدم  اليها مربي صفها وسألها على ما أظن انتِ  تحفظين أنشوده ( أنا تلميذ نظيف) ؟ جهزي نفسك لتنشدي مكان  طالب كان المفروض  ان ينشد لكنه مريض وانتِ ستنشدي مكانه
ابتهجت  إزدهار  وأجابته نعم  سأغني وانشد ؟
حينها طلب ان تهيئ نفسها لتعلو درج المسرح
فرحت  آزدهار  كثيراً وبنفس الوقت كيف ستغني ووالدتها لم تحضر للحفلة
من دون ان تفكر ، قررت آزدهار  ان تذهب للبيت وتدعو والدتها وكل ذالك خلال عشر دقايق . وأسرعت  الخطى نحو بيتها
لكن ما وصلت البيت إذا  والدتها تحت الشجرة بجانب موقد النار  وبجانبها  سلة  مليئة بالغسيل الابيض ناصع كالثلج وبين أكوام الغسيل جالسة أمام لجن الغسيل منحنيه الظهر
والتعب بادٍ على وجهها
لكنها تغسل ثياب ابنائها بحب ورعايه متباهية بكثرة الثياب لا تشتكي ولا تتذمر .بسبب  كومة الغسيل
تقدمت إزدهار نحو والدتها  بخطوات بطيئة
والتفكير بسيطر عليها يا ترى هل ستقبل الدعوة بالدقيقة الاخيرة

وتترك الغسيل والماء المغلي على موقد النار لتأتي الى المدرسة وتسمعها وتراها على المسرح .
تساؤلات كثيرة دارت  في خَلدها  والقلق  يعلو محياها
وسألتها والدتها ماذا بكِ لماذا رجعت هل انتهت الحفلة؟
صمتت إزدهار
وكأن شيئاً  ربط لسانها
ماذا تقول لوالدتها ؟
ولامت نفسها لتسرعها
وبكل حياء وخجل أو ندم
جئتُ أطلب أن تأتي لتسمعيني بالنشيد
لكن الطالبه أعتذرت من والدتها
وقالت سامحيني ياأمي
لم أدرك انكِ منهمكة بالغسيل ومشغولة بالعائلة الكبيرة
المكونة من عشرات الانفار من اولاد وبنات واحفاد أين أنا من كل هذا.
قالت ازدهار في نفسها يبدو إني تسرعت
لكن الام انتفظت من مكانها بلهفة لم تنساها ازدهار  مدى الحياه
وتركت الغسيل وأطفئت الموقد
ورتبت ايشاربها الابيض
وسارعت بخطواتها لترافق ابنتها
أسرعت  آزدهار أكثر
قبل أن ينفذ الوقت.
وصلت  مدرستها بالوقت المحدد
وعلت درجات المسرح وهي تلهث من  الركض لتصل الحفل قبل فوات الأوان
قدمها  العريف لجمهور الحفل  أمسكت ازدهار  بالميكروفون  وشرعت بالنشيد
وامها وقفت بجانب درج المسرح
وتشجعها وتضحك لها وإزدهار  تغني بصوتها العذب
وفي قلبها تطلب من والدتها المسامحة
وحدثت قلبها انا احبك يا أغلى أم يا حبيبة قلبي
لكن الانشوده هي
( أنا تلميذ نظيف نظيف بفيق من الصبح بكير بغسل وجهي وايدي وبلعب رياضه شويه )
والام تصفق وتصفق وازدهار  لم تنظر للجمهور فقط نظرت لوالدتها وكأن والدتها هي الجمهور وهي المسرح وهي المدرسة وهي الحياة …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق