بارعات العالم العربي
كلمةً الاستاذة مريم. سالم السلمان / الامارات بندوة المواطنة والوحدة في ظل فايروس كورونا كوفيد -19 المستجد كورونا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحالة النفسية لكبارالسن ولذويهم في أزمة كورونا وطرق الوقاية بتحقيق المواطنة الحقة
اعتبر الكثير جائحة كورونا فرصة لاعادة ترتيب أولوياتهم في الحياة سواء على الصعيد الاسري أو المالي
اوالعلمي ، وذلك في ظل الاحترازات الوقائية التي فرضتها الدول والدعوة للمكثوث في المنازل ، الا أنه هناك فئة ضعيفة لم تستفد من جانحة كرونا قدر ما اصابتها بالهلع والخوف انهم فئة كبار السن ، يعتبر خوف ذوي المسن على آبائهم وأجدادهم سلوك عادي وطبيعي ناتج عن ترقب لحدوث أمر سلبي له خطر على معين على صحة المسن أحتمالية فقدانهم
وبهذا الصدد
اجرت شركة (ماكنزي) في شهر ابريل الماضي بالمملكة العربية السعودية دراسة قلست بها مدى قلق السعوديين وخوفهم على كبار السن في ظل جائحة كورونا ، حيث تبين من الدراسة أن نسبة 57% من المشاركين في الدراسة أوضحوا أنهم يخافون على كبار السن من أقربائهم من تعرضهم للخطر والعدوى ، وهو مايفوق نسبة من قالوا أنهم قلقون على أنفسهم وعلى عائلاتهم الصغيرة والذين شكلوا
%55 من المشتركين بالدراسة وهذا أمرطبيعي ولو طبقت هذة الدراسة على جميع دول الخليج والدول العربية لرأينا أن النسب ستتماثل وذلك راجع لمنزلة كبار السن في قلوبنا فهم بركة الدار وسراجه ننعم بدعواتهم ونأنس بوجودهم ونحقق طاعة الله بهم
هذا الخوف يحملنا المسؤلية تجاههم ويدفع بنا لاتخاذ جميع الطرق والاساليب لحمايتهم ، وخاصتا أؤلائك الذين هم يعيشون معنا وفي محيطنا ، ناهيك عن الاخرين الذين تحتضنهم دور رعاية المسنين الموزعة في امارة ابوظبي ودبي والشارقة وعجمان والذين هم حقيقة يحاطون برعاية كاملة وعناية فائقة فالقدرة على السيطره في موضوع الاحترازات الوقائية أكبر بكثير من الذين هم يعيشون بالمنازل
– لماذا نخاف على المسنين وهل لخوفنا مبرر نعم خوفنا مبني على حقائق واسس علمية فقد أعتبرت منظمة الصحة العالمية أن تهديد التعرض للوباء يتزايد تدريجيا مع السن وخاصتا تلك الفئة الأكثر هشاشه الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما علاوة على من يعانون من أعراض مزمنة فالمرحلة العمرية التي يمر بها المسن تنقسم الى ثلاث مرحل ولكل مرحلة ظروفها المرضية
– مرحلة كبير السن المبكر وهي المرحلة العمرية من سن 65-74 ويسمى فيها كبير السن (الكهل) أي الذي خط الشيب شعره وهنا يكون المسن فيها نشط وقد لايعاني من أمراض مزمنه وقادر على اعالة نفسة ولايحتاج الى من يقوم بخدمته بشكل مباشر وهذا النوع يعي اجراءات الوقاية العامة ويعي ضرورة الحجر المنزلي ويعي معنى المكثوث البيت من أجل المصلحة العامة ولكن قد يتعرض لشئ من الضجر والملل وبالتالي تسوء حالته النفسية وذلك لطول مكوثه بالمنزل لأنه كما أشرنا الى أنه مسن نشط اعتاد الخروج من المنزل للتبضع أو للجلوس مع أصحابة الذين يماثلونه في العمر في المجالس والمقاهي وغيرها يتبادل الحديث ويقضي على ساعات فراغه ، كلك حال الأمهات كيرات السن اللآتي تعودن الخروج لزيارة جيرانهم أو أقربائهم وخاصة عننا في المناطق الشرقية حيث مازالت بعض العادات الجميلة في التزتور موجوده حيث تذهب المرأة لزيارة جيرانها ويجتمعن في منزل احداهما لشرب القهوه وهو مايسمى ب(فالة الضحى) كما أنم هناك العديد من كبيرات السن ينتسبن لنوادي الكبار الموجوده في مراكز التنمية الاجتماعية على مستوى الدولة والجمعيات النسائية والنوادي كنادي ذخربدبي ونادي الاصاله بالشارقة حيث يقضين وقتهن في العمل بالتراث وفي التعيلم والتطوير
– فخوف ذوي المسن يتمثل في مقاومة كبير السن لاجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي والصبر على الجلوس في المنزل لعدة أشهر، خاصتا وأننا نعلم أن كبير السن صعب المراس وشديد الحساسية من الاوامر التي تفرض عليه فكيف يتقبل أنه لايحض حفيده ولا يقوم في الصباح على قبلة على الرأس من أبنائه لذا أجريت دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي بدولة الامارات دراسة على كبار السن في ظل وباء كورونا لقياس مدى تواجد
المعلومات والوعي الكافي لدى كبار السن تجاه الوباء والاساليب الاحترازيه ، وقد تبين من تحليل العينه التي طبقت على المسنين ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاما أن 99% من كبار السن أكدوا تطبيقهم للاجراءات الاحترازية عبر تعقيم اليدين والمحافظة لى التباعد الاجتماعي والالتزام بالبيت لذا توجب على الابناء في هذه الحاله التواصل مع أبائهم الذين لايقيمون معهم عبر وسائل الاتصال الحديثه لطمأنتهم
ولاشعارهم بالقرب منهم وابعاد الخوف من قلوبهم ولتخفيف الضجر والملل الذي يعانون منه
– مرحلة كبير السن الوسطى وهذه المرحلة يسمى فيها كبير السن الشيخ أو الكهل وهي مرحلة الضعف والقعود عن العمل والحاجة الى المساعدة في الرعاية الصحية وهذه الفترة تكثر بها الامراض والاوجاع أما المسن الذي يقترب عمره من75 يستطيع احيانا وذلك راجع لحالته الصحية أن يعتني بنفسة واحيانا تكون لدية نشاط اجتماعي فهو أقرب للمسن النشط وهذا يحتاج من الاسرة أن توفر له أدوات التعقييم في المنزل وتهتم به وتساعده في تعقييم الادوات التي يستخدمها للتنقل كالعصى والمشاية والكرسي المتحرك وابقاء مسافه آمنه بينه وبين المحيطين به تحسبا لاي عدوى
– مرحلة كبير السن المتأخرة من سن 85 فأكثر ويسمى فيها كبير السن (الهرم أو الشيخ المعمر) وهي مرحلة الضعف الشديد وملازمة الفراش ةوالاعتماد على الغير، وهو يحتاج لمن يباشراحتياجاته وكذلك متابعة الاجهزة التي يستخدمها كأجهزة التنفس
وأجهزة شفط البلغم وعلى مقدمي الخدمه أن يتخذوا جميع الاحتياطات الاحترازيه ومن اهمها أن يبتعد مقدم الخدمه عن المخالطة ، وكي لايشعر المسن بالضيق يجب أن نضع سريرة بالقرب من النافذه ليستمتع بالمناظر الخارجيه ويستفيد من أشعة الشمس لاكسابة فيتامين دال وتجديد الهواء في الغرفة
– ومايؤرقنا حيقة خوف المسن نفسة فكثرة تداول الاخبار على مسامعه ممن أن المسن أكثر عرضه للاصابه بفيروس كورونا وأنه يفتك بأرواحهم يجعلهم في حالة من الخوف والقلق وهذا القلل يؤدي الى عدم النوم وعدم الراحة والميل الى العزله الطويلع التي لها مخاطر على الصحة العقلية والنفسية والبدنية نتيجة الاجهاد من الافراط في التفكير والقلق من العدوي الذي قد يتطور الى خوف مرضي ، فالاطباء يؤكدون على أن الهلع والخوف من أكبر المخاطر التي تسهم في زيادة مسويات هرمون
(الكورتيزون) الامر الذ يؤدي الى التوتر النفسي وزيادة مستويات السكر وضغط الدم
– لذا يجب احترام شعورهم بالخوف وأحتوائهم وطمأنتهم بأن الامر عابر وسينتهي بخير – عدم تركه بمفرده لساعات طويلة – محاولة تقليل الاخبار الغير سارة لة ونقل كل ماهو مفرح ومبشربالامل – اشعارة بالآمان وتذكيرة برحمة الله بالضعفاءواخبارة عن جهود الدولة في التصدي لانشار لبعدوى واطلاعه على هذة الاخبار
من شاشلت التلفاز أو وسائل التواصل الحديثه – المسن النشط اجعلة يشارك أحفادة بعض الالعاب البسيطة المسلية واجعله يقص عليهم قصص من ماضية الجميل وما يحوية
من بطولات صارعت قسوة الزمن وتحدته وأعماله التي يفتخر بها – اجعله يمارس هواياته ليغل فكره ووقته – اجعلة يخرج للمارسة رياضة المشي فالرياضة مهمه لكبار السن كما أوضحت البرفسور ( جاينت لورد) مدير معهد الالتهابات
والشيخوخه بأن الرياضة تقوي عضلات الجسم وعضلات الجسم تقوي جهاز المناعه وذلك لكون العضلات تنتج هرمونات (الميوكاينز)وهي تساعد الجهاز المناعي في محاربة الفيروسات
– المواطنة الحقه هي الانتماء الحقيقي للوطن وبانتمائه يترتب علية واجبات كالولاء والدفاع وأداء العمل والمشاركة في المسؤلية المجتمعية وفي أزمة كورنا تجلت المواطنه الحقة ليس فقط من أبناء الوطن بل ممن احتواهم هذا الوطن ولم يفرق بينهم وبين
مواطنيه فبعد أن ظهر لنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي وقال كلمة المشهوره ( لاتشلون هم ) تشكلت الحملات الوطنية لتجسيد هذة المقوله كل من جانبه منها حملة وطنية شارك فيها اكثر من 50 مختص من أطباء
وأخصائيين نفسيين واجتماعيين وبشكل تطوعي لخدمة الوطن ، كما تشكلت الفرق التطوعية وتكاتفت الايدي في التصدي وفي نشر التوعية الثقافية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي فرق التطوع التي تساعد فرق الشرطة في التصدي للمخالفين وغيرها الكثير من المساهمات التي أستفاد منها جميع شرائح المجتمع بما فيهم كبار السن الذين شكلت لهم فرق تطوعية توصل الدواء لمنازلهم وآخرين يتواصلون هاتفيا عليه للاطمئنان وكانت تلك بمبادرة من وزارة تنمية المجتمع
– ومن ناحية جمعية الامارات لصدقاء كبار المواطنين كان لها دور بارز بالتعاون مع المتطوعين من المواطنين والمقيمين حيث كثفت التوعية الثقافية وتم توزيع البوسترات التثقيفية ذوي المسنين كما تم تنظيم محاضرات عبر المجالس الرمضانية الافتراضية
– تم انشاء نادي الكتروني يجمع العديد من كبار المواطنين اللذي يجيدون استخدام الواتساب لتوصيل التثقيف اليهم من قبل دكاترة ومختصين اجتماعيين ونفسيين
– شاركت الامهات كبيرات السن في حملات التوعية فخرجن في منصات التواصل الاجتماعي باسلوبهن الجميل وكلماتهن المحلية ليدعون غيرهن ممن يماثلنهم بالعمر للتقيد بالمكوث بالمنزل
– وأجمل ماجسد حب المقيمن لهذا البلد وانتمائهم له أنه عندما خرج رجال الشرطة والدفاع المدني لتنفيذ برنامج التعقيم الوطني الشوارع والاحياء ليلا تفاجؤا بخروج جميع ساكني العمارات للبلاكونات للنشيد بالسلام الوطني مما عزز روح الحب والاخاء في نفوس الجميع.
مريم سالم السلمان
رئيسة جمعية الامارات لأصدقاء كبار المواطنين
أ