اقلام حرة
قصة جميلة “إحتَرَمْتُ نفسي فاحتَرَمَتْني!!”
دخل شاب بُستاناً يتنزّه فيه، وكانت أشجار البستان مُثقلة بحملها، فهي مُزدانة بألوان الفواكه اللّذيذة، وأشكال الثمار الناضجة الشهية، فلم تمتد يده لتقطف من فواكهها وثمارها شيئاً، بل كان يُمتع نظره بالخضرة اليانعة والألوان الضاحكة في ربوع البستان.في هذه الأثناء، كان البُستاني يُراقب الشاب مختبئاً وراء شجرة، وبعد أن أنهى الغلام جولته في البستان، وهمّ أن يُغادر، جاءه البُستاني وألقى عليه التحيّة مشفوعة بابتسامة عذبة، وقال له: لقد رأيتُ شيئاً عجباً!!
فقال الغلام: فعلاً، في البستان أشياء عجيبة!قال البُستاني: لا، لا أقصد البستان، بل أعني أني كنتُ أراقبك منذ أن دخلت البستان، فتعجّبتُ كيف لم تمتد يدكَ لتقطف تفاحة أو رمانة أو خوخة، أو أي فاكهة أخرى أعجبتك، ولم يكن هناك أحد في البستان؟!قال الشاب : علّمتني أمي منذُ صغري أن لا أرتكب القبيح حتى إذا لم أرَ أحداً، طالما أنّ نفسي معي تراقبني، فصرتُ أكره ارتكاب القبيح أمامها!فسرّ البُستاني من جواب الشاب المؤدّب المُهذّب الذكي، وطلب إليه أن يجلس على بساطٍ مفروش على حافة ساقية، ثم قطفَ له من الفاكهة تشكيلة جميلة، وأتاه بها في صحن وفوقها بعض الورود.قال البُستاني للشاب : تفضّل كُل هنيئاً مريئاً.قال الشاب: أرأيتْ! احترمتُ نفسي فاحتَرَمتني!