اقلام حرة
السلطة تريد السلام ولا تستطيع تحقيقه، واسرائيل لا تريد السلام وتستطيع تحقيقه.
السلطة تريد السلام ولا تستطيع تحقيقه، واسرائيل لا تريد السلام وتستطيع تحقيقه.
بقلم الكاتبة : تمارا حداد.
بعد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل وسحبها من اية مفاوضات، واعترافها وطلبها من دول اخرى الاعتراف بالمستوطنات الاسرائيلية التي اقيمت في الضفة الغربية وتضم حاليا 650 الف اسرائيلي والمخطط يعمل لرفع العدد الى مليون ونصف اسرائيلي لعام 2020 عبر اقامة مستعمرات جديدة، وتم الاعتراف من قبل الولايات المتحدة بالدستور الجديد الذي يقول ان اسرائيل “دولة قومية يهودية” والشعب اليهودي هو صاحب الارض وان الفلسطينيين لجأوا الى ارض اسرائيل وفق الدستور الاسرائيلي ولا يحق لهم المواطنة مثل الشعب الاسرائيلي اليهودي، واتخذت امريكا كافة الوسائل لوقف تمويل منظمة الاونروا وطلبت من دول اخرى قطع التمويل، والمنظمة توزع المساعدات الطبية والغذائية وترعى الاطفال الفلسطينيين في المخيمات.
ناهيك عن مشروع التوطين المستقبلي للفلسطينيين وتهجير ثلاث مليون فلسطيني” مليون من الضفة الغربية ” ومليونين من قطاع غزة ” “وفلسطيني القدس ” الى الاردن وجزء من سيناء ولاجئي لبنان وسوريا الى كندا واستراليا، والذين يتواجدون في السعودية والخليج سيبقوا في اماكنهم، والمتواجدين في العراق وليبيا وتونس وباقي دول العالم اما التوطين في بلادهم او الهجرة الى كندا ويسقط حق العودة.
ناهيك عن اضعاف منظمة التحرير حسب ما اشارت اليه ادارة ترامب بان كوشنر سيشكل منظمة فلسطينية للتفاوض على صفقة القرن، وسيتم تسمين شخصيات فلسطينية للمنظمة الجديدة وايجاد بدائل والهدف تصفية القضية الفلسطينية، واقامة امارة حسب الصفقة الجديدة في غزة.
بعد كل تلك التفاصيل فهل هناك سلام ، اذا اردنا السلام فاسرائيل لا تريد سلام فالسلام يضر بيهودية الدولة، الايديولوجية التي قامت عليها اسرائيل حسب منظمة بن غوريون كلها تجتمع على اقامة الحضارة اليهودية وروحها التوراة وطرد الفلسطينيين من ارضهم والحفاظ على امنها وبقائها من خلال استمرار تدفق هجرة الجماعات اليهودية واستيعابهم داخل الدولة اليهودية وضمان استمرارية الاستيطان حتى تستمر في رسم حدود دولتهم والحفاظ على مصالحها الامنية والقومية، جوهر الهاجاناه هو الصهيونية بمعنى الاستيطان فهو مشروع ليس اقتصادي بل استراتيجي عسكري رسم دولة وليس حدود لدولتين .
الكونغرس الفلسطيني:-
انشاء الكونغرس الفلسطيني العالمي من قبل عدنان مجلي شكل اخر لخلق اطار موازي لمنظمة التحرير رغم نفي عدنان مجلي انه لا يسعى الى تشكيل اطار موازي لمنظمة التحرير، ولكن هذا الامر ليس جيدا بالنسبة لما يعصف بالقضية الفلسطينية، وبالذات ان هناك مقولة لعدنان مجلي انه مع الجلوس والاستماع الى ما تطرحه الادارة الامريكية حول صفقة القرن.
اتفاقية اوسلو:-
الاحزاب الاسرائيلية لن تضع للجانب الفلسطيني اي متنفس للتحدث عن دولة فلسطينية فاتفاقية اوسلو اكبر دليل على رفض اسرائيل لقياد دولة فلسطينية على حدود 1967، اتفاق اوسلو كانت حيلة وخدعة غدرت بالجانب الفلسطيني، اتفاق اوسلو من اكبر اخطاء التي قامت بها منظمة التحرير والتي اودت القضية الفلسطينية الى هاوية لا مخرج لها.
مفارقة عجيبة تؤكد ان اسرائيل لا تريد سلام مع الفلسطينيين:-
امريكا اوقفت تمويل عشرون مليون دولار للمنظمات الشبابية التي تؤيد عملية السلام مع اسرائيل والتواصل مع الاسرائيليين من اجل تحريك الشارع الاسرائيلي لصالح القضية الفلسطينية، المتواصل مع الاسرائيليين اذا حسُنت نيته لاجل القضية الفلسطينية امر جيد فتحريك الشارع الاسرائيلي وتغيير ثقافة الاسرائيلي تجاه حقوق الفلسطينيين اقوى من استخدام المقاومة العسكرية المسلحة، لكن اسرائيل تنبهت الى هذا الامر فاوعزت لامريكا بايقاف دعم تلك المنظمات.
لكن امريكا لم توقف تمويل الاجهزة الامنية بل العكس زادت من الدعم وهذا الامر يؤكد ان اسرائيل لا يهمها الا امنها فقط لا غير دون سلام ودون احقاق اي حق لاي مواطن فلسطيني بل العكس سيتم تهجيره بعد ما حافظ على امنه” ليس الجميع هنا المقصود”.
تفاوض عقيم:-
اكثر من عشرون عاما من التفاوض دون حل، لم ينجح المفاوضين في جلب اي حق للشعب الفلسطيني لعدم ايمانهم بان صاحب الحق اقوى، ” لو جاء كبير العشيرة او القبيلة لتفاوض افضل من المفاوض والذي يحمل شهادات عليا بالقانون وغيره لان كبير العشيرة يؤمن بحق وهنا الفرق”.
ختاما:-
اذا اردنا الحفاظ على الهوية الفلسطينية، علينا الايمان بها، والالتزام بالعمق الوطني وليس الفصائلي او الاخواني او العلماني.