اخبار العالم العربي
الشعبية بالقطاع تحيي ذكرى استشهاد الرفيق أبوعلي مصطفى بمهرجان جماهيري حاشد
أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة الذكرى السابعة عشر لاستشهاد الأمين العام الرفيق أبوعلي مصطفى في مهرجان وطني
جماهيري حاشد حضره الآلاف بمعسكر جباليا شمال قطاع غزة، بحضور قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وممثلي القوى الوطنية والإسلامية وجمهور غفير.
وتزينت ساحة المهرجان بأعلام فلسطين ورايات الجبهة وصور الشهيد ورموز الجبهة وبالشعارات الداعية للوحدة والمؤكدة على ثوابت ومبادئ الرفيق الشهيد.
وافتتح عريفا المهرجان الرفيقة سوار الزعانين والرفيق محمود عوني الطناني مرحبان بالحضور، وأشادا بمناقب الرفيق الشهيد أبوعلي مصطفى، داعين الحضور للوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء ومن ثم عُزف السلام الوطني الفلسطيني.
وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة مسئول فرعها في غزة جميل مزهر كلمة الجبهة المركزية، استهلها بتوجيه التحية إلى مخيم الثورة جباليا مطلق شرارة الانتفاضة الأولى، لافتاً أنه المخيم الذي احتضن رجالاً ارتقوا سلم المجد انتصاراً للوحدة والثوابت وما زال يحتضن أبطالاً يواصلون دفع ضريبة الدم دفاعاً عن الوطن والحقوق والوحدة والمقاومة.
وقال مزهر: ” جئنا لأرض التضحيات المكان الأمثل للدفاع عن مفاهيم الحرية والاستقلال، المكان الأمثل والأقرب للشهداء لنجدد عهد الوفاء والاستمرار على حمل وحماية وصاياهم حتى نيل الحقوق وتحرير الأرض والإنسان”.
وأضاف مزهر: ” من هذا المكان، وكل ما يحمله من عنفوان ثوري، نقول بصوتٍ عالٍ للجميع ولكل العالم العودة حقٌ ثابتٌ، حق لا عودة عنه، لا يقبل التزييف ولا التعويض، ولا التوطين، ولا تسقطه بلطجة الإدارة الأمريكية وإجراءاتها وعدوانها المستمر على حقوق شعبنا الفلسطيني، هذا الحق باقٍ ما بقيت فلسطين وشعبها، فالشعب باق والأرض باقية أمانة ستتوارثها الأجيال القادمة، هكذا قالها ومارسها الشهيد القائد الكبير أبوعلي مصطفى”.
وأكد مزهر في كلمته أن إحياء ذكرى قمر الشهداء أبوعلي مصطفى محطة نضالية وطنية نستخلص فيها دروس وعبر ومآثر التجربة النضالية الكبيرة للشهيد، تلك المدرسة الثورية الوطنية المبدئية الشاملة التي نستمد منها الوعي والثبات في المقاومة، والتي لم تقبل المساومة على الحقوق أو المبادئ.
وأضاف مزهر بأن شخصية الشهيد امتزجت بالصلابة وبساطة الحياة والتواضع الثوري المستمدة من أصالة الالتحام الدائم والوثيق بالشعب، وهي الخصال التي جعلت منه قائداً ثورياً مخلصاً لوطنه ولشعبه، لافتاً أن الشهيد كان وطنياً وحدوياً بامتياز، سعى دائماً لتعزيز روح الوحدة والتأكيد على القواسم المشتركة حتى مع تلك القوى التي كانت على خلاف دائم مع الجبهة في القضايا السياسية والأيديولوجية.
وأشار مزهر بأن الرفيق الشهيد كان مؤمناً بحق شعبه في مقاومة الاحتلال بكافة الأشكال وهو ما زرعه وحفره عميقاً في وجدان رفاقه عبر قوات المقاومة الشعبية التي نفذت سلسلة عمليات نوعية جريئة في قلب الكيان بداية الانتفاضة الثانية.
وتابع مزهر: ” شكّلت شخصية الرفيق القائد إجماعاً حزبياً ووطنياً ورسمياً وشعبياً، لهذا لم يكن مفاجئاً أن يكون هدفاً لصواريخ الاحتلال المجرم، ليأتِ بعدها الرد الجبهاوي النوعي بالإطاحة براس الحقد الصهيوني وأبرز منظري سياسات الترانسفير الوزير العنصري رحبعام زئيفي في السابع عشر من أكتوبر عام 2001، ليثبت القائد أحمد سعدات سلسل هذه المدرسة الثورية وقائدها بانه خير خلف لخير سلف.
وتوجه مزهر بكلمته بالتحية إلى القافلة الطويلة والمستمرة من شهداء شعبنا على مدار سنوات صراعنا التاريخي مع العدو الصهيوني وعلى رأسهم القادة العظام ياسر عرفات، أحمد ياسين، جورج حبش، فتحي الشقاقي، عمر القاسم، حيدر عبد الشافي، طلعت يعقوب، سليمان النجاب، جهاد جبريل، أبوالعباس، جمال أبو سمهدانة.
وفي الموضوع السياسي، عاهد مزهر جماهير شعبنا بأن الجبهة ستكون دوماً من دعاة الوحدة ومقاتلة من أجلها وفق المحددات الوطنية الجامعة والموحدة لطاقات شعبنا والتي وضعتها على الطاولة في جولات الحوار الوطني الأخيرة بالقاهرة.
وأكد مزهر في كلمته بأن غزة لن تبقى رهينة الانقساميين والانفصال، فشعبنا فيها قادر على استعادة وحدته، وإن كان لابد من ممرات إجبارية فسيكون ممره الإجباري إزاحة المعطّل لاتفاقات المصالحة مهما بلغت التضحيات والتحديات.
وقال مزهر: ” ألا يكفي أكثر من 11 عاماً من اللقاءات والحوارات، ما هي حصيلتها؟ المزيد من القهر والألم والفقر والتشظي وضياع البوصلة… فإلى متى سيبقى مليونا مواطن في غزة رهينة وضحية الصراعات والمناكفات والتجاذبات المحلية والإقليمية”.
وشدد بأن شعبنا لن ينتظر طويلاً على أبواب الحوار، كما لن يقبل أن تكون جولات الحوار رهينة للثنائية، أو لشكل إداري تسكيني لم تجلب لنا سوى المآسي واتفاقات غرقت في التفاصيل بعيداً عن الإجماع الوطني، مؤكداً أنه لا بديل عن الحوار الوطني الشامل كضمانة وطنية لتطبيق الاتفاقات.
ودعا مزهر لضرورة انجاز المصالحة عبر تنفيذ اتفاقات الحوار الوطني بالقاهرة عام 2011 وما تلاها ومخرجات اللجنة التحضيرية في بيروت عام 2017 باعتبارها الطريق الوحيد لاستعادة الوحدة والمسار الآمن لحل مشكلات القطاع المعيشية والحياتية، بعيداً عن أي أثمان أو التزامات سياسية.
واعتبر مزهر أن المقاومة هي درع وسيف شعبنا وهي حق وطني وشعبي يُقرر بشأن أي شكل من أشكالها من حيث تقديمها أو تأخيرها أو توقيتها أو مكانها من خلال الإجماع الوطني، والذي يتحقق بالحوار الوطني الشامل المستند لطبيعة المرحلة وحساسية اللحظة السياسية.
وقال مزهر: ” ولعل في مسيرات العودة تأكيد على هذا الحق بشقيه الوطني والشعبي، ما يستدعي تطويرها وتوسيعها وتحويلها إلى انتفاضة العودة، كانتفاضة شعبية عارمة تشارك بها كافة ساحات تواجد شعبنا في ميادين النضال والمقاومة، كلٌ حسب خصوصية الساحة المتواجد بها”.
وحول التهدئة، بيّن مزهر بأنها خطأ استراتيجي تتجاهل طبيعة وحساسية اللحظة السياسية، وتهب الاحتلال المزيد من الوقت لنهب الأرض وتزييف الواقع وترميم وجه القذر من بوابة الحلول الإنسانية، وتضرب مبدأ التعامل مع الوطن كوحدة سياسية وجغرافية.
وتساءل مزهر في كلمته ” لصالح من يجري تفريغ منظمة التحرير من محتواها الكفاحي وتحويلها لمؤسسة أهلية كبيرة، ونحن لا زلنا تحت الاحتلال، وهناك أكثر من ثمانية ملايين لاجئ مشردين في جميع أصقاع العالم”، مشيراً أن وقف سياسات العبث والتدمير الممنهج يتطلب الدعوة لحوار وطني شامل من أجل إجراء مراجعة سياسية شاملة تستخلص الدروس والعبر وتفضي إلى استراتيجية لمواجهة صفقة القرن، والمخططات المشبوهة، والمسارعة لعقد مجلس وطني يجري انتخابه وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل بالوطن والشتات، بما يُوحد المؤسسات تحت إطار منظمة التحرير، باعتبارها البيت المعنوي والسياسي الجامع لشعبنا على أسس برامجية مقاومة للاحتلال، وضامنة للحريات والتعددية.
كما طالب مزهر بالحياة الكريمة لشعبنا باعتبارها حق لكل مواطن وحل المشكلات الحياتية والمعيشية لأهلنا في القطاع كواجب على كل الساسة وأصحاب القرار، بدءاً من المؤسسة الوطنية الجامعة، التي يتوجب عليها وقف وإدانة الإجراءات العقابية والسياسات الثأرية المتبعة بحق أهلنا في القطاع والأسرى والشهداء والجرحى”.
وتساءل مزهر قائلاً: ” لماذا لا يتصرف الرئيس باعتباره المسئول الأول ورأس هرم النظام السياسي الفلسطيني الذي يظّلل كل الفلسطينيين، ويئن لوجه وألم طفل لا يجد علبة الحليب، وامرأة ثكلى تبحث عما يسد رمق أطفالها دون امتهان كرامتها، فلا تكن قاسياً على شعبك، فمن يريد مواجهة صفقة القرن التي تطبق على الأرض لا يفرض عقوبات على شعبه، ومن يريد قطع الطريق على المشاريع المشبوهة عليه تعزيز مقومات الصمود لشعبه”.
وتابع مزهر قائلاً: ” لا للمتاجرة بمعاناة شعبنا، ولا للاستئثار بالمساعدات ونعم لتشكيل لجنة وطنية تشرف على تقديم المساعدات لمستحقيها بعيداً عن الحزبية والفئوية، لا لكل أشكال التعدي على الحريات والحقوق العامة، ولا للجباية والاستغلال، ونعم لسياسة رشيدة تخفف من معاناة شعبنا، وليتحمّل الجميع مسئولياته في توفير الرعاية الصحية والحياة الكريمة لجرحى مسيرات العودة، لا للإقصاء والهيمنة والتفرد والاحتكار، نعم للشراكة الوطنية القائمة على تحمّل عبء النضال وقرار السلم والحرب وإدارة الشأن الوطني الفلسطيني”.
كما طالب مزهر بضرورة إعادة النظر بوظيفة السلطة بما يحررها من اتفاقات أوسلو ويحوّلها إلى أداة كفاحية بيد شعبنا.
وفي ختام كلمته عاهد مزهر الشهيد القائد أبوعلي مصطفى وكل الشهداء بأن تستمر الجبهة في النضال والمقاومة حتى تحقيق الأهداف التي ضحوا من أجلها.
من جهته، ألقى الرفيق علاء أبوحسين كلمة ذوي الشهداء عبّره فيه
هداء.
وقال أبو حسين ” ظن الصهاينة المجرمون أنهم باغتيالهم الرفيق الشهيد أبوعلي مصطفى يوجهون طعنة تصيب قلب الجبهة وقلب المقاومة وتصيب هذه الرمزية، هذا الخطر الذي عبّر عنه شهيدنا البطل بكل جلاء ووضوح عندما صاغ معادلة أننا عائدون لنقاوم على الثوابت لا نساوم”.
وأشار أبو حسين أن هذه العبارة شكّلت بالن
سبة للصهاينة فاتحة معادلة جديدة تكسر معادلة أوسلو، فلقد جاء الرفيق أبوعلي مصطفى ليقول ” عدنا لنقاوم” أي أننا ندرك جيداً أن اتفاقيات أوسلو هي اتفاقيات ظالمة ومجحفة وخاطئة ارتكبت بحق شعبنا وقضيتنا.
وأكد أبو حسين أن رد شعبنا على استشهاد الرفيق أبوعلي مصطفى كان هو الأبلغ فقد جاء من رفاقه في كتائب الشهيد أبوعلي مصطفى والتي انطلقت لتحمل راية المقاومة التي بشر بها وع
مل من أجلها الشهيد، كما جاء رد الجماهير في كل أرجاء هذه المعمورة لكي تحتضن رفات الشهيد أبوعلي وتحمل روحه التي تحوّلت رغم غدر الصهاينة وصواريخهم إلى طائر يحلق في كل أرجاء هذه الدنيا محمولاً على أكتاف الجماهير وفي ضمائرهم وقلوبهم وعقولهم ولتقول للشهيد أبوعلي مصطفى ” أننا على الدرب سائرون وعلى طريق المقاومة ماضون”.
وتخلل المهرجان فقرات فنية فولكلورية قدّمتها فرقة سنابل للدبكة الشعبية التابعة لاتحاد الشباب التقدمي، كما قدّم الرفيق أيوب الشنباري قصيدة شعرية وطنية .
وألقى المناضل التاريخي في الجبهة الرفيق فايز أبوعلي ” أبورمزي” قصيدة شعرية عن الرفيق أبوعلي مصطفى.
كما قدّم الفنان أحمد معين أبو عمشة فقرة غن
ائية وطنية عن الشهيد.
وفي ختام المهرجان تم تكريم كوكبة من الشهداء من قبل لجنة مكونة من قيادات الجبهة والعمل الوطني وهي ( مريم أبودقة، جميل مزهر، خالد البطش، أبورامي السلطان، اكتمال حمد، لؤي الزعانين، أبو وليد الزق، سرحان سرحان، مروان أبو النصر، سمير أبو مدللة).