مقالات

50 سنة على الحرب الأهلية العربية الأولى, وها هي تحدث اليوم بقوة وعنف شديد في سوريا !!!

الدكتور صالح نجيدات

يصادف هذا العام ذكرى مرور 50 عاماً على اشتعال الحرب الأهلية في لبنان (13 أبريل 1975)،
وما جرى في لبنان منذ 50 عاماً كان «نموذجاً» أرادت وعملت قوى خارجية على تعميمه في بلاد عربية أخرى , وهي التي تجعل «كره العربي للعربي أكثر من كرهه لاعدائه الحقيقين، والحروب الاهلية التي جرت في هذه الدول حطّمت الكيانات العربية القائمة وشتت شمل شعوبها ودمرت مستقبل اجيالها واحدثت جرحا عميقا في جسد الأمة يصعب علاجه , وحولت العالم العربي الى دول طائفية ومذهبية تسبح جميعها في «فلك الدول الاستعمارية حيث تحركها كأحجار الشطرنج كيفما تشاء و تريد ارجاعها عقود عدة الى التخلف من اجل استغلال ثرواتها ومنعها من الوحدة التي تخشاها الدول الاستعمارية , فما حدث في لبنان من حرب أهلية تكرر في السودان وسوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال وها هو اليوم يتكرر وبقوة في سوريا بين السنة والشيعة وسوف يؤدي إلى تقسيمه الى دويلات طائفية ،
هذه الحروب الاهلية حدثت وتحدث بسبب ضعف القيادات العربية الواقعة تحت تأثير القوى الاجنبية والتي تسيرهم حسب مصالحها .
واخيرا وليس آخرا , الأمة العربية تحصد الآن نتائج سلبيات العقود الماضية، وأخطر هذه السلبيات هو تصاعد دور الطائفية والمذهبية والمتطرفين العاملين على تقطيع أوصال كلّ بلدٍ عربي لصالح مشاريع أجنبية . فليست الظروف الداخلية فقط هي وراء عناصر الصراعات في هذا البلد او ذاك، بل يلعب أيضاً التدخل الدولي والإقليمي دوراً مهماً في تقرير مصير البلدان العربية.
لكنْ مهما كانت تداعيات المرحلة الماضية سيئة وبالغة التعقيد، ومهما كانت سلبيات الواقع العربي الراهن وحال الانقسام والعجز والضعف، فإنّ الإرادة الشعبية قادرةٌ على أن تصحح هذا الواقع عاجلاً أم آجلاً، طالما حافظت على وحدة الشعب والوطن، وأدركت بحق من هو الصديق ومن هو العدو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق