مقالات

بين الخدمة والقيادة: رحلة تطوعية تُغير الأفق”

بقلم د.كتورة/ سارة عبد الله القحطاني

في زمن يسوده التسارع والتحديات، وجدت في العمل التطوعي مساراً ليس فقط لمساعدة الآخرين، بل لصقل مهاراتي القيادية وبناء شخصية تتسم بالتواضع والعطاء. من تجهيز المساجد لاستقبال شهر رمضان إلى تنظيم مؤتمرات دولية حول سلامة المرضى، كل خطوة في هذه الرحلة التطوعية لم تكن إلا بمثابة درس قيم في الحياة والقيادة.

الأنشطة التطوعية: القيادة بالخدمة
العمل التطوعي كان دائمًا جزءًا لا يتجزأ من رحلتي الشخصية والمهنية. منذ أيام دراستي الجامعية، أدركت أن الخدمة المجتمعية ليست فقط وسيلة لمساعدة الآخرين، بل هي أيضًا فرصة لتطوير مهاراتي القيادية وتعلم دروس قيمة عن التواضع والعطاء من عام 2015 الى عام 2024 و منها.
• .تجهيز الأقسام النسائية بالمساجد لاستقبال شهر رمضان. كانت هذه التجربة بمثابة البداية لفهمي لأهمية العمل الجماعي وأثره الكبير على المجتمع.
• انضممت لحملة “كيف دالك؟” التي هدفت إلى التوعية بنقص فيتامين د. قمنا تقديم النصائح والإرشادات للزوار.
• من أبرز الأنشطة التطوعية التي شاركت فيها كانت مع المركز السعودي لسلامة المرضى. في ديسمبر 2018، كنت جزءًا من فريق عمل المؤتمر الدولي الأول لسلامة المرضى في الرياض. العمل على تنظيم هذا الحدث الكبير كان تحديًا كبيرًا، لكنه كان أيضًا فرصة لتعلم الكثير عن إدارة الفعاليات الكبيرة والتعاون مع خبراء عالميين في مجال السلامة الطبية.
• ساهمت في تنظيم دورة تدريبية حول أمان الأدوية في الصيدليات المجتمعية، تلتها ورشة عمل حول استخدام المضادات الحيوية في سبتمبر من نفس العام. كل من هذه الفعاليات كانت فرصة لتعزيز وعي المهنيين الصحيين والمجتمع بأهمية الاستخدام الصحيح والآمن للأدوية، مما يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية.
• اضافةً إلى ذلك، تطوعت في يوم الدفاع المدني العالمي، حيث عملت على تعزيز الوعي بأهمية السلامة والاستجابة للطوارئ. كانت هذه التجربة مليئة بالتحديات ولكنها علّمتني أهمية التواصل الفعال وكيف يمكن أن يسهم في تعزيز السلامة والأمان للجميع.
من خلال هذه الأنشطة التطوعية، تعلمت أن القيادة ليست مجرد توجيه الآخرين، بل هي أيضًا تقديم الخدمة والتعاون والعمل المشترك لتحقيق أهداف أكبر. كل تجربة تطوعية كانت فرصة لتعلم شيء جديد، ولتعزيز مهاراتي القيادية، ولإحداث تأثير إيجابي في المجتمع.
اليوم، أعتبر العمل التطوعي جزءًا لا يتجزأ من رحلتي القيادية. إنه يذكرني دائمًا بأهمية التواضع والعطاء، ويعزز من إيماني بأن القيادة الفعالة تبدأ بخدمة الآخرين والاهتمام بهم.
المؤتمرات وورش العمل: التعلم المستمر
القيادة تتطلب التعلم المستمر، ومعرفة أحدث الأساليب والتقنيات، والاستفادة من تجارب الآخرين. خلال مسيرتي المهنية، حرصت على حضور العديد من المؤتمرات وورش العمل، التي كانت بمنزلة محطات غنية بالتعلم وتبادل المعرفة.
هذه المؤتمرات وورش العمل لم تكن فقط مناسبات للتعلم، بل كانت أيضًا فرصًا لبناء شبكات مهنية قوية، وتبادل الخبرات مع زملائي من مختلف المجالات.
التجارب البحثية: القيادة من خلال المعرفة
البحث العلمي كان جزءًا مهمًا من رحلتي المهنية، إذ أنه لم يكن فقط وسيلة لتطوير المعرفة الطبية، بل كان أيضًا أداة لتعزيز مهاراتي القيادية. من خلال البحث، تعلمت كيفية التفكير النقدي، والتعامل مع البيانات بشكل منهجي، واتخاذ قرارات مستنيرة تستند إلى الأدلة العلمية. من عام 2016 الى عام 2021 لقد عملت و شاركت بالعديد من البحوث الطبية والدورات البحثية المتنوعه.
اليوم، أرى البحث العلمي كركيزة أساسية في مسيرتي المهنية. إنه ليس فقط وسيلة لتطوير المعرفة، بل هو أيضًا طريقة لتقديم إسهامات فعلية في تحسين الرعاية الصحية. من خلال البحث، يمكنني أن أكون جزءًا من الحلول التي تساهم في تحسين حياة الناس، وهذا هو جوهر القيادة بالنسبة لي.
الخاتمة:
يذكرني العمل التطوعي دوماً بأهمية التواضع والاهتمام بالآخرين، وهو ما يُعد جوهر القيادة الحقيقية. كل تجربة مررت بها كانت بمثابة بناء لقاعدة متينة ترتكز على الخدمة والتعاون، واليوم، أرى نفسي ليس فقط كمحترفة في مجالي، بل كقائدة ملهمة تستخدم كل فرصة لإحداث تأثير إيجابي وملموس في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق