مكتبة الأدب العربي و العالمي

علاء_والعفريت الجزء الثالث

ذهب علاء الدين إلى القصر وعرض على الملك أن يكشف له السر وأن يسكن معه في القصر لمدة ثلاثة أيام في آخرها يكشف له المستور وافق الملك وأفرد له جناحا نام فيه، فكان يراقب ابنة الملك الجنية دون أن تراه

حيث خرجت ابنة الملك من غرفتها بعد أن تحولت إلى غولة ودخلت إلى مخدع ابيها الملك وبيدها كيس لتضعه فيه وتحمله إلى غرفتها وتأكله

هجم عليها علاء الدين وضربها بالسيف فق.طع رأسها وتدحرج على الأرض فصاحت تنّي يا علاء الدين
فقال لها: موتي يا ملعونة أمي ما علمتني التني فماتت في الحال

أفاق الملك ورأى ما حدث فعرف أن ابنته غولة خطفت أهلها وأكلتهم وكانت تضع عظامهم في حفرة حفرتها في غرفتها وشكر علاء على شجاعته وفرح بخلاصه وجعل علاء الدين ولي عهده من بعده وأحضر علاء زوجاته وجماعته وأقام في القصر لمدة عام إلى أن تذكر أهله وبلده

فقال للملك: لقد اشتقت إلى أهلي وأريد أن تأذن لي بالسفر فانزعج الملك من طلبه وقال له: أنت الملك من بعدي فكيف ترحل وتتركني وحدي فوعده علاء الدين أن يرجع إليه بعد أن يطمئن على أهله وبلده فسمح له الملك بالرحيل على هذا الشرط، وزوّده بالأموال والأحمال، وسار في طريقه إلى بلاده.

في الطريق توقفت القافلة لترتاح فضربوا الخيام وأرادوا أن يشعلوا النار فلم يجدوا الفتيل فركب علاء الدين فرسه يفتّش عن شعلة نار حتى شاهد من بعيد بصيصا من النار فذهب إليها فوجد عندها عفريتا ضخما فتعوذ من الشيطان وطلب العون من الرحمن فدخل وسلم عليه فرد العفريت السلام وقال: أهلا بعلاء الدين أنا انتظرك منذ زمن بعيد والحمد لله أنك أتيت فشكره علاء الدين وقص شعر العفريت وأظافره ونظفه فأعطاه الغول ثلاث شعرات

وقال له: إذا احتجتني احرق واحدة واطلب ما تريد فتحصل عليه حالا وعاد إلى قومه بشعلة النار وأمضوا الليل وفي الصباح تابع طريقه حتى وصل إلى مدينة فوجد أهلها في غم وهم يتأهبون للحرب وينتظرون ملكا ظالما يريد أن يحتل بلادهم وكانت ابنة ملك المدينة تجهز لاحتفال كبير لتختار لنفسها عريساً من شباب المملكة

لكن الحرب جعلها توقف المهرجان فسمع عن حسنها وجمالها فأقام هو وقومه على مشارف المدينة ثم غير زيه وذب.ح خروفا ولبس جلده ولفه بالمصران ووضع الكرشة على رأسه، ليظهر كالأقرع ونزل إلى السوق وصار يسأل عن عمل له في المدينة حتى وصل إلى سور القصر،

فسمع به معلم العمال فأخذه إلى بيت السلطان
فكرهت الأميرة رؤيته وطلبت من المعلم أن يأخذه إلى البستان ليعمل فيه ويعتني بالزرع والأشجار

وبقي هنالك عدة أيام ولما وصل الغزو وهجموا على قوات الملك واشتد الكرب على الناس حتى كادوا أن ينهزموا أشد هزيمة، عندها أحرق علاء الدين شعرة وطلب حصانا وعدّة فرسان وسيفا مسحورا فحضر طلبه في الحال

ركب فرسه وهجم على الغزاة فق.تل الفرسان وجندل العساكر حتى امتلأت الأرض بالقتلى والجرحى وانهزم الأعداء وقت.ل الملك الظالم وفرح الجميع بالنصر وعاد علاء الدين إلى بستانه كما كان وكأن شيئا لم يحدث

كانت ابنة الملك تشاهد ما يفعل الأجير صاحب الكرشة فعرفت سره وشأنه وكتمته في نفسها ولم تخبر أحدا
أما الملك فقد رأى ما فعل الفارس المغوار فطار عقله فرحا بهذه النجدة التي نزلت عليه من السماء

وبعد المعركة طلب الفارس فلم يجده فأمر العساكر أن يفتشوا عنه في كل مكان دون جدوى وحزن الملك لأنه فقد زوجا مناسبا لابنته

عن قصص وحكايات العالم  الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق