مقالات

*معايير السياسة الخارجية للملكة العربية السعودية بالشأن الفلسطيني!!*

بقلم : الدكتور سهيل ذياب

لا شك ان وزن المملكة العربية السعودية، الاقليمي والدولي، الاقتصادي والسياسي والديني، يحمل الكثير من الاهمية وتعتبر الدولة الاقليمية الوازنة الاكثر تأثيرا من غيرها.

تسعى المملكة السعودية في السنوات الاخيرة لتحويل ثرواتها الاقتصادية في مجال النفط والطاقة في اكثر من مستوى واهمها:

1. تحويل المملكة لمكان متطور حضاري، لرفاهية السعوديين وخاصة الشباب، وعاصمة للاستثمار الاقتصادي العالمي وجذب المستثمرين، وتطوير مجالات اقتصادية كبيرة وعدم الابقاء فقط علىأحادية الجانب النفطي ، خاصة بتطوير السياحة والتكنولوحيا والذكاء الاصطناعي. وبناء نيوم مثال على ذلك.

2. القيادة الشابة في السعودية تقرأ الخارطة الاقليمية والدولية جيدا، فمن ناحية لا تريد وضع كل اوراقها بايدي الغرب كما كان سنوات طويلة، وعدم مقاطعة الغرب من ناحية ثانية. وبدأت تذهب الى خيار التعددية في العلاقات الاقتصادية مه الصين وروسيا وامريكا واوروبا. فدخلت البريكس وبدأت باتخاذ مواقف مرنه اكثر تجاه جميع الاطراف.

3. تعي المملكة اهمية ارتفاع الموقع الجيوسياسي واهمية المعابر المائية المحيطة سياسيا، وتعي ايضا اهمية موقعها في التجارة العالمية، وتعي ان تفعيل دورا وازنا يحتاج الى الكثير الكثير من الاستقرار الامني وحل الملفات الساخنة بالطرق الدبلوماسية، رأينا ذلك بملفي اليمن وسوريا، وايضا بالتقارب السعودي الايراني بوساطة صينية.

أمام كل ذلك، اكتسب الموقف السعودي نحو القضية الفلسطينية زخما كبيرا ، اعتمادا على قاعدة تقول ” أن مفتاح التهدئة الاقليمية “.. يبدأ بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا، مرورا بمراحل ثلاث مفصلية:

الاولى- موقف المملكة التاريخي برؤيتها اهمية حل القضية الفلسطينية حلا عادلا على اساس دولة مستقلة بحدود العام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف.

الثانية- المبادرات السعودية المتتالية واخرها في العام ٢٠٠٢ باتخاذ قرار في الجامعة العربية بحل تاريخي للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي مقابل الاعتراف بتطاسرائيل كدولة طبيعية في الشرق الاوسط.

الثالثة- بعد طوفان الاقصى، حيث تم تفعيل الدور السعودي بشكل غير مسبوق لصالح الحق الفلسطيني، ابتداءا من رفض التطبيع مع اسرائيل قبل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ووقف العدوان على غزة. هذا الموقف وبكل موضوعية، أعاق تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبنا في غزة والضفة الغربية.

في جعبة العربية السعودية العديد من مفاتيح الضغط واوراق قوة تستطيع تفعيلها، ولم تقل بعد كلمتها الاخيرة تجاه القضية الفلسطينية وشعب فلسطين.

سهيل دياب- الناصرة
د. العلوم السياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق