بدأت قصة سيدنا محمد عليه السلام مع الله بتعبد ذاتي في غار حراء حتى اتاه جبريل فاجزعه قائلا اقرأ … اقرأ باسم ربك الذي خلق … انتفض سيدنا لعظمة وهول ما رأى وعاد مسرعا لخديجة الزوجة والمناصرة له … دثروني دثروني .. وما ان اشتد عوده وتعاظم الاسلام بقلبه وآمن بربه حتى غدت الخلوة مع الله تجلب له جبريل بآيات معجزات هن ام الكتاب … القرآن الكريم … وانقلب خوفه وهاجسه الى لذة تتغلغل القلوب .. وانتقل به الامر الى دار الارقم يعلم نفرا من اصحابه امور دينهم ودنياهم حتى انكشف امرهم وهربوا الى الحبشة التي فيها ملك يسمى بالنجاشي لا يظلم عنده احد .. نصراني طبعا .. من اهل الكتاب ولعل بالمقارنة بين مشركي مكة وهذا الملك العدل نرى الفرق بين الارض والسماء .. وما ان هاجر نبينا الكريم من مكة مرغما حتى بنى مجتمعا اسلاميا غاية في الاخوة والمودة والتسامح .. الانصار والخزرج في لحمة واحدة يشد بعضهم ازر بعض .. مسيرة بناء بدأت باستقبال فريد لنبي طريد .. مرددين طلع البدر علينا من ثنيات الوداع .. عيون تبكي من فوق نخيل تنتظر بشق الانفس رؤية نبي كريم جاء بدعوة ربانية لاخراج الناس من الظلمات الى النور .. واستقرت ناقته المأمورة في ارض جرداء سرعان ما تحولت الى بيت من بيوت الله .. مسجد رسول الله صلى الله عليك وسلم … ومنه انطلقت اعظم مسيرة من مسيرات النبوة السمحاء … بعدما انتقل من نكد قريش ببكة ومضايقاتها الى افق يثرب الرحب بعزتها وحسن اهلها .. قومه الذين ضايقوه وغيرهم احتضنوه وبايعوه .. من مفارقات التصور في ذاك الزمان لأن الجاهلية عدوة الحق ليس الا! … من المدينة المنورة بدأت حياة الاسلام تنبض كقوة عظمى ومنها انطلقت الجيوش لفتح البلاد عرضا وطولا .. معارك انتصر بها جيش الاسلام بعقيدتهم لا بكثرة عددهم.. انه النبوة القدوة والحق المبين اللتان اثرت بهم وتأثروا بها … هجرة سيدنا الكريم لم تنفصل قطعا عن دعوته … كلها ومضات من محطات نبي بعثه الله هدى ورحمة للعالمين … اللهم ارزقنا شفاعته واسقنا من يديه الكريمتين فلا نظمأ بعدها ابدا . والصلاة والسلام على نبينا وال بيته وصحابته وتابعيه الى يوم الدين ..