الرئيسيةشعر وشعراء

وكَانَ لِقَاؤنَا

قصيدة للشاعر العربي القدير محمد ثابت

وكَانَ لِقَاؤنَا حُلْمًا مُحَالا لِقَاءٌ يَمْلَأُ الدُّنْيَا جَمَالَا
هِي الرُّوْحُ الَّتِي مِنْهَا وفِيْهَا يَعِيْشُ الْقَلْبُ زَهْوًا واخْتِيَالَا
كَأنَّ الْعِشِقَ فِي الدُّنْيَا هَوَاءٌ وعِشْقُ الرُّوْحِ مِنْ رَبِّي تَعَالَى
مَدَدْتُ لَهَا يَدًا بِالْحُبِّ تَثْمُو لِتُصْبِحَ فِي الْهَوَى رَمْزًا مِثَالَا
فَقَالَتْ والْعُيُونُ تَبُوحُ شَوْقًا أنا أهْوَاكَ يَا عُمْرِي تَعَالَى
صَبَرْتُ العُمْرَ والأيَّامُ تَمْضِي كَرِهْتُ مَدَامِعِي بَلْ والْخَيَالَ
وقَامَ الْقَلْبُ يَرْقُصُ فِي ضُلُوعِي رَكِبْتُ الْحُبَّ فاجْتَزْتُ الْمَجَالَا
وودَّعْتُ الْجِرَاحَ ومَا بَرَانِي وأكْتُبُ لِلْهَوَى شِعْرًا مَقَالا
أقُولُ لِمُقْلَتِي والدَّمْعُ ولَّى بِسَيْفِ الْحُبِّ أتْقَنْتُ الْقِتَالا
فَفُزْتُ بِوَصْلِهَا مِنْ بَعْد هَجْرٍ وكَانَ الْهَجْرُ ذُلًّا واغْتِيَالا
لَقِيتُكِ بَعْد إصْرَارٍ طَوِيلٍ وعَادَيْتُ الْهِضَابَ بَلِ الْجِبَالا
وجَدْتُ حَبِيبَتِي والصِّدْقُ حِسِّي ونَارُ الشَّوْقِ تَشْتَعِلُ اشْتِعَالا
فَنَامِي الْيَوْمَ فِي مَرْمَى عُيُونِي لِأكْتُبَ قِصَّتِي وِدًّا وِصَالا
فَأنْتِ الشِّعْرُ بَلْ أنْتِ الْقَوَافِي وأنْتِ السِّحْرُ تِيْهًا بَلْ دَلَالا
فَشَاعِرُكِ الْحَبِيبُ يَهِيمُ عِشْقًا ويَغْزِلُ لِلْهَوَى شِعْرًا حَلَالا
أنَا الْقَلَمُ الذِي لَا فُضَّ فُوهُ وغَيْرِي عَاجِزٌ يَبْغِي الْمُحَالا
أقُولُ الشِّعْرُ والشُّعَرَاءُ بَعْدِي تَعِيْشُ الْوَهْمَ تَفْتَعِلُ افْتِعَالا

شعر محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق