الرئيسيةشعر وشعراء
باقة من الشعر الروماني للشاعر نيكيتا ستانسكو ترجمها إلى العربيّة : جورج غريغور
الدرس في المكعب
خذ قطعةً من حجر
وانحتها بإزميلٍ من الدم
اصقلها بعين “هوميروس”
ونظّفها بالأشعّة
حتّى تصنع المكعب كاملاً
ثمّ
قبّل المكعب عديد المرات بفمك
وخصوصاً بفم عذراء
ومن ثمّ
بعد أن تكون قد أكملت كلّ هذا
خذ مطرقة
وفجأةً، هشّم إحدى زواياه
وقتذاك
سيقف الناس
كلّ الناس، دون أيّ استثناء
وهم يقولون:
يكون قد كان المكعب هذا متكاملاً
لو لم تُهشّم الزاوية تلك.
***
حـب
قولي
إذا أمسكتُ بك
ذات يوم
وقبّلتُ باطن قدمك
ألا تعرجين بعدها
خشية أن تهرسي قُبلتي؟
***
نحو السلام
أنظر إلى الوراء، إلى سنيّ عمري
إلى الأجساد التي رصفتها نحو الأعلى
كعمودٍ يسند سماءاً
تتوسّطها الشمس
هناك، جسدُ طفلٍ يحتضنُ بين ذراعيهِ
جسدَ غلام،
وغلامٌ يرفعُ على كتفيهِ
جسد رجل،
وجسد رجلٍ يحمل على جنبيه
قدمي شيخٍ خشنتين
وشيخٌ ذو شاربين مصفرّين من التبغ
يقبّل على الفم
أشباح الغيوم
والسماء الزرقاء
وحياتي هذه كالعمود
أهبها كي تستند قبابكم
عند الأعراس والمواليد
وأدعو العشاق أن يحفروا فيه
أسماءهم يحيط بها إطار قلبٍ كبير
يخرقه سهمٌ من النّور.
***
في مطلع المساءات
كان الصمت يرافقك إلى كلّ مكانٍ كالحاشية
وإذا ما رفعت يدك فإن الصمت يعمّ الأشجار
وعندما تحدّقين في عيني
فإنّ اللّحظة تتجمّد من قدرة الزمن السائلة.
كنت أحسّ أنّني أستطيع أن أنام وأنا أحلم بنجومٍ
معمورة
وما أنّ الأمس ظلـّك الصاخب حتّى أدفع
الليالي المنحجرة مثل مروحةٍ تتقدم نحو الشمس
بهذا الإحساس وحده أكون سعيداً
لمجرّد فكرة وجودي ووجودك
كنا نسند على غناء الجنادب خياماً
وتحتها نشرب الزرقة المصفاة في الفناجين
وعندما نستنفد الكلمات، نخترع غيرها
وعندما تظلم السماء، نخترع غيرها من سماواتٍ زرق
وعندما تخضرّ الساعات كالفيروز
نتشمّس تحت نور حبّنا
ولكن طوال الوقت
كان هناك شيءٌ يطنّ:
غناء عشبٍ محصود
وبحارٌ كاتمة
تُسكب فيها
منعطفات السذاجات المفقودة.
***
الجوع للكلمات
عندما أشعر بالجوع آكل ثيراناً
عندما أشعر بالجوع آكل بلوطاً
عندما أشعر بالذهب آكل غاراً
عندما أشعر بالزجاج آكل مرآة
عندما أشعر بالتراب آكل قمحاً
عندما أشعر بالصقور آكل مناقير
عندما أشعر بالماء آكل أنهاراً
عندما أشعر بالجبل آكل قمماً
ولكن في النهاية، في نهاية النهايات
لا يبقى شيء أو يبقى شيءٌ مهين
بين الأسنان، بين الأنظار
شيءٌ يشبه قطعاً بائسة
شيءٌ يشبه جيوشاً منكسرة…
سبا : العدد الرابع عشر