مكتبة الأدب العربي و العالمي
قصة قصيرة / ( مغادرة ٠٠!! ) بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
تعود أن يضع قنينة الغاز الفارغة أمام البيت و عليها ثمن شحنها و هذا من بضع سنوات في أمان لهذا التبادل ٠٠
وذات مرة فكر أن يضع عدة قصاري زهور بلدي لمن يريد أن يشتريها و عليها مدونة نوع الورد و ثمنه دون أدنى مشاكل ٠
ثم فكر أن يرسم لوحاته الزيتية و يكتب عليها بيتا من أشعاره و يلصق فوقها تكيتا صغيرا من الأسفل منقوشا بها تعريفا لثمنها و نوعها ٠٠
و قد استمر الحال على هذا المنوال في سلام و هو يجمع المال و لا يدري كيف سيكون المآئل ؟! ٠
و فجأة لم يجد شيئاً من الثلاثة الأنبوبة و أصيص الزهور و اللوحات الفنية و لا حتى بقايا ثمنها المعتاد ٠٠
فعلم مؤكدا بشيء غلط و من ثم حزن على هذا التغير السلبي و عندئذ شعر بالخوف على نفسه و القلق على تلك الأوضاع المتردية في المرات القادمة فقرر مغادرة المكان لكن تساءل في عفوية :
ربما يتكرر أكثر من هذا من جديد فأين يذهب ؟!٠
و العالم من أمامه و خلفه هكذا تبدو معالمه و خريطة تضاريسه المضطربة و التي تعج بالزلازل و الفيضانات و القحط بل و بالصراعات و الدمار و الحصار ٠٠
فحاول من جديد أن يضع بعض الحلول في استبيان لشريحة عشوائية كي يصنع عنوان النجاة لملامح وجوده في حيادية و شفافية لتلك ما تبقى من هذه الحياة ٠