مقومات نجاح صفقة تبادل الأسرى.
أظهر الذراع العسكري لحركة حماس ” كتائب القسام ” فيديو لاسير دولة الاحتلال منغسيتو يوم أمس متأملا ان يحرز صفقة تبادل الاسرى وهذا امل اي حركة أو فصيل وشعب في تحرر وتبييض جميع الأسرى من داخل المعتقلات والسجون الاحتلالية.
لكن بعد خروج الفيديو هل سيتم إنجاز صفقة تبادل الأسرى؟ بنظري ان اي إنجاز اي ملف مهما كان حجمه يحتاج إلى مقومات وملف تبادل الاسرى يحتاج إلى ثلاث مقومات اولها الضغط الجماهيري من قبل المجتمع الإسرائيلي كما حدث وقت صفقة شاليط وان الضغط الجماهيري يستمر لعدة شهور وبشكل متواصل ولكن باعتقادي الضغط الجماهيري من قبل المجموعة الإثيوبية سيكون تأثيرها قليل ومحدود بسبب حالة العنصرية التي يعيشها الاثيوبيين في المجتمع الإسرائيلي يعني لو خرج بالفيديو شاؤول أو هدار لاختلفت طريقة الضغط الجماهيري.
المقوم الآخر لإحراز صفقة تبادل الأسرى هو المقوم السياسي وهذا يعني التصويت بالأغلبية من قبل الكنيست باحراز صفقة تبادل فنتينياهو لوحده لا يستطيع أن يقر باحراز صفقة تبادل الا بمشاركة حلفائه وان وافق المستوى الأمني أو جميع الاجهزة الامنية داخل الاحتلال. واحراز صفقة من قبل الاحتلال لن يتم الا بتسوية شاملة مع جميع فصائل المقاومة في قطاع غزة وأولى مطالب الاحتلال هو سحب السلاح من قطاع غزة .
والأمر الثالث هو المقوم الأمني فإن موافقة جميع الاجهزة الامنية والتوافق مع المستوى السياسي مهم جدا لإحراز صفقة لكن المستوى الأمني حاليا منشغل بالاحتحاجات الداخلية بسبب الإصلاحات في ملف القضاء والذي يريد أن يغيره وزير القضاء ليفين وهذا ما يعارضه الآخرين. والمستوى الأمني لا يريد أن يضر بأمن المجتمع الإسرائيلي مقابل الإفراج عن متهمين بنظرهم ملطخين بالدماء قاصدين كبار الاسرى، ولا يريد الاحتلال ان يشجع بخطف جنود من قبل عمليات فردية ازاء إحراز صفقة تبادل الأسرى.
كما أن مكتب نتيناهو أرسل رسالة للمجتمع الإسرائيلي ان هذا الفيديو مزور ولا يوجد به اي مصداقية وهذا يعني ما زال الاحتلال يرفض اي إحراز لصفقة تبادل الأسرى.
بالرغم أن الصفقة لن تحدث الا بوجود نتينياهو كما حدثت وقت شاليط لكن هناك من سيعترض على الصفقة المتحالفين معه مثل بن غفير وسموتريتش أشد الأعداء للفلسطينيين بالتحديد الأسرى والذين سيعانون من الاحتلال بالذات بن غفير وزير الامن القومي الذي سيشرع قانون صارم ضد الأسرى.
بالتالي إحراز صفقة تبادل الأسرى تحتاج لمقومات لنجاحها والا لن يتم تحريرهم الا في حال تحرير الأرض والاستمرار في مواجهة المحتل وتدفيعه الثمن حيال تعنت الاحتلال لإحراز صفقة تبادل الأسرى.
د. تمارا حداد باحثة سياسية.