الصحه والجمال
هلاوس واستنزاف عاطفي.. عواقب وخيمة لحرمان الأمهات من النوم بعد الولادة
ينبغي أن تخلد الأمهات إلى النوم فور نوم رضيعها حفاظا على صحتها العقلية (مواقع التواصل)
تعاني الأمهات الجدد من حرمان شديد في عدد ساعات النوم، الذي يصل في المتوسط إلى 4 ساعات يوميا، ويتباين عدد الساعات بين الأم التي ترضع طفلها طبيعيا أو صناعيا، فقد يحتاج الطفل إلى الرضاعة مرة لمدة 45 دقيقة في أيامه الأولى. وبإضافة العديد من العوامل تصبح الأم الجديدة في حالة من الإرهاق الشديد بسبب قلة ساعات النوم.
معاناة الأمهات الجدد
تحصل الأم في العام الأول من عمر الطفل على متوسط فترات نوم تصل إلى 4 ساعات و44 دقيقة يوميا، فبحسب تقرير نشره موقع صحيفة إندبندنت -حول دراسة أجريت عن حرمان الأمهات من النوم- وجدت أن الأم تفقد ما يعادل 59% من إجمالي الاحتياج اليومي الطبيعي للإنسان.
وأضاف التقرير أن هناك العديد من الأمهات يمارسن الهدهدة للأطفال والسير بهم لمسافة تساوي ميلين يوميا، تعادل تلك المسافة سنويا 28 ماراثونا (طول الماراثون 42.195 كلم) وكشفت الدراسة أن الأم تستنزف عاطفيا خلال تلك الفترة التي تستيقظ فيها 3 مرات كل ليلة.
وأجريت تلك الدراسة في بريطانيا، وأفادت 23% من عينة الدراسة أن الحرمان من النوم دفعهن للتصرف بشكل غريب نوعا ما، وعانت 11% منهن من الهلاوس في مرحلة ما، و44% عانين من صعوبات في الذاكرة، ورغم أن الأشهر الثلاث الأولى من حياة الطفل الأصعب فإن الأمر قد يستمر حتى سنوات الطفل الأولى.
كما أفادت دراسة بحثية حول النوم نشرتها أكاديمية أكسفورد، أنه رغم عدم رضاء كلا الوالدين عن ساعات النوم اليومية فإن الأمهات أكثر تعرضا لمستويات نوم أقل عمقا، حيث تبدأ معاناة الأمهات منذ الحمل الذي تفقد فيه ساعة كاملة من معدلات نومها اليومي الطبيعي.
ويقول الدكتور ساكاري ليمولا الأستاذ بجامعة وارويك بالمملكة المتحدة والذي شارك بتلك الدراسة “إن هذا يعكس حقيقة أن الأمهات هن مقدم الرعاية الرئيسي، وإن دورهن أكبر من دور الآباء، كما أن الانخفاض الحاد الذي يشهده الوالدان في الرضا عن النوم يبدأ من الأشهر الأولى، ولا يتم التعافي منه والعودة لمستويات ما قبل الحمل حتى 6 سنوات من ولادة طفلهم الأول”.
ومع ما تثيره الدراسات من إحباطات، إلا أن المزيد من الدراسات تحدثت عن الحلول العملية للخروج من تلك الدائرة.
نصائح النوم
ويقدم المختصون بموقع ويب ميد عدة نصائح لمساعدة الأمهات، من بينها التحدث عن الاحتياج إلى النوم وطلب المساعدة، كما وجه الخبراء نصيحتهم باستخدام مضخات الحليب الطبيعي لمساعدة الأم على النوم عدة ساعات متواصلة دون الحاجة إلى الاستيقاظ للرضاعة.
ونصح التقرير الأمهات بالنوم تزامنا مع الطفل فور خلوده إلى النوم، وعدم الاكتراث بأي مهام منزلية أخرى، وتقبل المساعدة، ورغم أنه أمر يبدو شديد الحساسية للكثير من الأمهات، لكن المساعدة في تلك المرحلة ضرورية بشدة، حيث يساعد الحصول على قسط كاف من النوم، أو قيلولة وسط النهار، على التقليل من مخاطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
اعلان
كما تنصح خبيرات الأمومة بتنظيم نوم الطفل والحرص على أن يأخذ قسطا من الراحة عن طريق التأكد من علامات الشبع والراحة للطفل قدر الإمكان، وذلك من خلال تأسيس عادات ثابتة للنوم كل ليلة مثل حمام دافئ ونثر عطر اللافندر والقراءة حتى للسن الصغير من الأطفال، حيث يعتادون بذلك على روتين النوم.
ومع أن إنجاب الأطفال يعد مصدرًا رئيسيًا للفرح لمعظم الآباء، فإن المسؤوليات الواقعة على كاهل الأم قد تؤدي إلى حرمانها من ساعات النوم ونقص جودتها، وذلك حتى بلوغ الطفل عمر 4 إلى 6 سنوات.
يعتبر النوم أمرا أساسيا لصيانة الجسم البيولوجية، ويحافظ على أداء وظائف أجهزة الجسم، لذا فإن أخذ قسط كاف من النوم ضروري لصحتك العقلية، ولا غنى عنه لمواصلة رحلة الحياة.