شعر وشعراء

نفد الشعر حسن إبراهيم حسن الأفندي

نفدت أشعاري وصارت سرابا
نفد الإكسير الجميل وغابا
فمتى يا ترى يعود بشعر
أذهل الخلق جاذبا إعجابا
مدحتني حسناء ترجو رضائي
ثم يُضفي من نابه ألقابا
وتمنت حسناء بعض قصيدي
تتمنى وفألها قد خابا
لست من ناظم يجيد نفاقا
إنما أكتب القريض مهابا
هو إلهام عبقري المعاني
وسياط على الذي ارتابا
شاعرا كنت داخل البطن أنمو
وأتيت الحياة حرفا عجابا
لم أجد بالشعر الرصين مقاما
فمقامي بعد السماك سحابا
واطف قابل الرياح صمودا
ثابت لا يهاب فيها صعابا
من سلالات للمحامد تسمو
أغلقت في وجه العيوب البابا
قل لمن في غيظ حسود بأنا
لا نجاري جرذاننا والكلابا
فليقل ما يريد فينا حقود
وليمت في غيظ له يتغابى
سوف تمضي ركابنا لا نبالي
قضم الفأر من جبال ترابا
نفد الشعر ما يكون سبيلي
والليالي تعدّدت إسلابا
سرقت من جميلنا ومعانٍ
كُنَّ للناس مزهرا وربابا
فانتهينا إلى قليل شجون
وامتطينا بعد القريض دوابا
صار فينا مسائل وسؤال
هل ترى في ما قيل عنا صوابا
هل ترى في الشعر الذي قد سطرنا
قيمة داعبت لهم ألبابا
يا زمان المهازل المتنامي
جائرا جاوز المدى وعذابا
لم يجد فينا من قصير لباع
فتعالى وما وعى أسبابا
فاهجر الشعر فالبلاط وباء
كم أساء الظن الأثيم جوابا
رفع الجهل جاهلا لثريا
بينما ينثر الرفيع هبابا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق