مقالات

في ضيافة الشاعرة سليمى / كتب والشاعر واسيني الاعرج

في زيارتي، قبل يومين، لولاية الجلفة الأصيلة والكريمة، زرت قبر الشاعرة سليمى رحال التي سرقها الموت قبل الأوان. لم أصدق أنها ارتحلت، فقد عرفتها كثيرا لدرجة أني لم اتخيل يوما ستغادر هذه الدنيا، ان الموت سيلمسها بحرقته. لأول مرة اصدق أن سليمى انتقلت نحو قلوبنا إلى الأبد. وأنا اقف على قبرها، قال لي أخوها ميسوم وكأنه قرأ ما بقلبي: حدثها، فهي تسمعك. سألتها:

«هل تذكرين يا سليمى وانت طالبة عندي، في سنتك الأولى، في الجامعة المركزية، عندما سلمتني اولى قصائدك وأنت تتمتمين بخجل وجرأة: إذا رأيت فيها ما يصلح احتفل بي كما يليق بشاعرة هههه وإذا وجدتها غير صالحة، اشعل فيها بعضا من نارك المقدسة لتستقيم أشعاري قليلا.» يومها ادركت يا سليمى اني كنت أقف أمام شاعرة في عز عنفوانها. وهكذا أصبحت أقرأك بالكثير من الشوق والانتشاء. وأنا أنحني على شاهدة قبرك. سمعت صوتك يأتي من بعيد، وأشهد أني رأيتك. كنت مبتسمة؟ «هل تذكر قصيدتي:

«واسيني».؟ صمت قليلا. ثم سمعتك تنشدينها. «ألم تقل لي ذات يوم: حاذري حبيبتي سليمي من اللعب مع الاقدار، فهي تأخذ لعبة الموت بجدية. وها أنذي هنا. دفئي الوحيد هو أني رجعت إلى رحم امي. أصبحت في حضنها. شرطي الوحيد كان، لقبول سلطان القدر وألم المنافي وبرد الغربة، أن أدفن بجوار أمي.» كنت أسمعك وكنت قريبة حد التماهي.

استغربت، لأني في المقبرة التي كان بها الأحبة، ياسين، ناصر، زعيتري، ميسوم، هيثم وغيرهم، كنت الوحيد الذي كان سمعك على الرغم من صوتك الحي. قبل أن أترك الشاهدة قلت بقليل من الحزن ،«عدني ألا تنساني. كلما مررت من هنا اخرجني من عزلتي وحدثني. لي اشياء كثيرة لن أقولها إلا لك.». أعدك سليمى القلب والروح.

#واسيني_الأعرج

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق