مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصة وعبرة.. د. رسالة الحسن

يحكى بأنه كان هنالك شيخ قبيلة متزوج من امرأة ذات حسب ونسب أنجبت له خمس بنات ورثن من امهن الحكمة والجمال ومن أبيهن الشجاعة والكرم ،وكما هو متوارث في عادات القبائل بأن الشيخ يبحث عمن يرثه لكي يبقى ذكره ويورث خصاله للوريث والذي يجب أن يكون ذكرا ليحل محله في إدارة أمور القبيلة بعد وفاته وليس انثى ، فقرر أن يتزوج ولم تعارض زوجته الأمر لأنها كموروث ثقافي قبلي يعتبر هذا من حقه كونها لم تفلح بإنجاب الذكر ، وفعلا تم الزواج من فتاة بسيطة من إحدى القبائل لم يسأل عن حسبها ونسبها وصفاتها كل ما كان يهمه هل عائلتها تنجب الذكور ام لا ،وبعد أن تم الزواج قررت الزوجة الأولى ترك زوجها والرحيل عند اهلها وأخذ بناتها معها لأنها وجدت أن ضرتها ليست ندا لها وخشيت من غدر الزمان وخوفا على بناتها من زوجة الأب ومكرها ..،
ولكونها تتمتع بعقل راجح لم يمانع الشيخ كونها اقنعته بأنه مجرد سفر لأيام وفعلا غادرت ولم تعد رغم محاولاته لإعادتها مع بناتها ولكونه فرح بوصول الوريث نسي أمرها وأمر بناتها علما بأن اخوال البنات كانوا يزرعون الشجاعه والفروسية وكل ما يتعلق بأمور الشيخة من رجاحة العقل والحنكة في نفوس البنات حتى اصبحن شابات يمتلكن كل مقومات بنات الشيوخ … وكبر اخيهن أيضا لكن والدته دللته كثيرا ، لدرجة أنه لايعرف من الشيخة سوى قوله اذبحوا الذبائح للضيوف ويخرج من المضيف بحجة أو بأخرى ليجلس قرب أمه أو لينشغل بأمور تافهة وكان الاب يحزن كثيرا لذلك ويحاول زرع مقومات الرجولة في داخله لكن دون فائدة ترجى، وكان يتذكر بناته الخمسة ويتمنى لو حمل اخيهن ولو خصلة واحدة من خصالهن ، وفي كل مرة يقول في نفسه ياليت كن ذكور لما وصل الحال إلى ما هو عليه الآن ، حتى حزن وتألم لكونه كبر بالسن ولم يعد بمقدوره فعل شئ أو تصحيح أخطاء ولده المدلل، ووصلت الاخبار الى زوجته الأولى فكان لابد لها من الوقوف إلى جانب زوجها في محنته خصوصا أنه على فراش الموت ، فجمعت بناتها وقالت لهن …

الجزء الثاني…

فجمعت الام بناتها واخبرتهن بأنه جاء اليوم الذي يثبتن للجميع وأولهم والدهن بأنهن خير من يحمل اسمه ويعلي صيته ومكانته بين القبائل ، الأم حرصت على تنشئة بناتها وتجهيزهن ليوم حددته في ذهنها ولم تخبر أحد بنواياها حتى إخوتها حينما يسالوها عن سبب إصرارها على بناء خيمة ملاصقة لمضيف والدها ووضع بناتها فيه للاستماع إلى مايدور في المضيف من مداولة لأمور القبائل وحل مشاكلها وغيرها من الأمور مثل حل المنازعات وحتى الجلسات التي يقام فيها الشعر والادب وقص القصص والروايات القديمة لأخذ العبرة … لكنهم لم يجدوا الإجابه من أختهم سوى أن يرضخوا لطلبها لثقتهم بحكمتها ورجاحة عقلها بل والأدهى من ذلك كانت تطلب من إخوتها تعليم بناتها ركوب الخيل والصيد واستخدام السلاح وقد برعن بذلك …،
وبعد أن اشتد المرض بالأب فكان لزاما أن يكون هنالك خليفة له لحكم القبيلة والمرشح الوحيد هو ولده الوحيد فكان الاب حائرا كيف يسلم زمام أمور القبيلة لابنه الذي أن استلم الحكم سيكون سببا في لعنه وشتات القبيلة وهو حسب وجهة نظره لم يأتي الوقت ليكون ابنه مناسبا لاستلام الحكم فماذا يفعل ، لايستطيع أن يكشف مخاوفه لأحد المقربين منه خوفا من أن يفشي سره ويستضعف الناس ولده بعد وفاته ، وزوجته ليست اهلا للمشاورة وابداء الرأي لذا توجه إلى رب العالمين ودعاه أن يلهمه القرار الصائب ، وفي صباح اليوم التالي وجد بأنه قد تحسنت صحته قليلا فنادى زوجته وقال لها سأذهب للصيد وجعل اكبر رجل في القبيلة وحكيمها لإدارة أمور القبيلة إلى حين عودته وأخذ ابنه معه للصيد رغم اعتراض زوجته ، بأنه يجب أن يبقى ولدها ليدير أمور القبيلة نيابة عن والده ، لكن الاب رفض وبشدة وهو محق بذلك لأنه لو تركه لقيادة القبيلة لاكتشف الجميع عدم صلاحيته لذلك ولربما أوقع القبيلة في مشاكل هم في غنى عنها بسبب طيشه وتسرعه وعدم درايته للأمور ..وسار الاب وابنه لأيام دون أن يصطادوا من الفرائس سوى ما يقتاتون عليه ، واذا بمشارف قبيلة كبيرة تلوح بالأفق واقتربوا منها بقصد الضيافه وأخذ قسط من الراحة بعد أن انهكهم السفر هذا ماكان يدور في راس الابن بعكس الاب الذي كان منذ خروجه من داره كان قاصدا هذة القبيلة نعم انها قبيلة أهل زوجته الأولى ام البنات المفارقه والذي لم اذكره لكم بأنه كان كلما أنجبت زوجته الأولى بنتا أطلق عليها اسم ذكر عسى أن من يأتي بعدها يكون ذكرا حتى بلغ عددهن خمس بنات بأسماء ذكور نعود لقصتنا استقبله اخوت زوجته بالترحيب لكونه انسان محترم وشيخ حظ وبخت ولم يقصر مع اختهم او يظلمها يوما ووجودها عندهم نزولا على رغبتها …ولكنهم استغربوا من زيارته مع ولده لهم ولكن من عادات العرب أن لايسالوا الضيف عن حاجته الا بعد 3ليال وفعلا انتهت الليلة الثالثه وهنا طلب الشيخ رؤية زوجته في أمر مهم … فياترى ما هو طلبه منها وهل ستوافق ام لا … هذا ما سنعرفه بالاحداث القادمة

د. رسالة الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق